محمد ناصر الأسمري
تلبية لدعوة الملك سلمان يصل رئيس الولايات المتحدة الأمريكية إلى جدة - بوابة الحرمين الشريفين، وميناء استقبال ملايين من البشر بحراً وجواً.
وبلادنا السعودية متحدة موحدة قبل توحيد ولايات أمريكا، وقد نشأت بين بلدينا علاقات قامت على المصالح المشتركة، بصرف النظر عن التباين في الرؤية والرؤى، التي لم تصل للخلاف القاطع، بل للتحاور والتجاوز تغليباً للنفع والانتفاع.
بلادنا السعودية استثمرت كثيرا في علاقاتها مع الولايات المتحدة ليس فقط في مجالات النفط بل في ابتعاث آلاف مؤلفة من بنات وأبناء الوطن السعودية والتعليم العالي وما دونه عشرات السنين، هذا استثمار قليل المخاطر عالي العائد والنفع للنهوض والتطوير، والتبادل المجتمعي البناء.
في بلدنا السعودية عمل آلاف من الأمريكيين في اكتشاف النفط وتسويقه، وولد المئات من النساء والرجال في مدن الانتاج والتكرير السعودية، وبالمثل ولد مئات من السعوديات والسعوديين في ولايات أمريكا، وربما حفظت الولايات المتحدة لمن ولدوا على اراضيها بالجنسية الأمريكية، لكن التساؤل هنا يبرز هل فعلت الولايات المتحدة أن يحمل من ولدوا في المدن السعودية ان يكونوا حملة للجنسية السعودية.
بلادنا السعودية مثل الولايات المتحدة الأمريكية، متماثلان في القوة والنفوذ، عالمياً وعولمياً، الولايات المتحدة قوة عسكرية وسياسية واقتصادية وربما مجتمعية التي تشكل عناصر قوة في المجتمع الأمريكي.
لكن بلادنا السعودية تتفوق في عالميتها وعولميتها، في كونها قبلة واستقبال ملايين البشر من مختلف بقاع العالم كل عام في موسم الحج، ومواسم العمرة طوال العام، ناهيك عن استقبال العالم لأراضيها للصلاة خمس مرات في اليوم والليلة مهما تباعدت الأوطان والمسافات والتوقيتات.
بلادنا السعودية فتحت جامعات في أراضيها للطلاب المسلمين في أقدس مدينتين للمسلمين، مكة والمدينة، ليكونوا سفراء للتنوير والبعد عن مناهج التطرف والإرهاب، أي دعاة سلم وسلام.
بلادنا السعودية تملك مساحة اوسع في كونها قوة تستمدها من تمثيلها للمسلمين في شتى اقطار العالم، نفوذا مدنيا سلميا بعيدا عن الصراعات والحروب.
بلادنا السعودية تدافع عن المتضررين من جور الحروب واحتلال وغصب الأرض والإنسان وفلسطين واسطة العقد في نصرة بلادنا لقضايا العدل والإحسان.
فخامة الرئيس بايدن، بصفتي مواطناً سعودياً اعتقد ان تلبيتكم دعوة الملك لزيارة بلادي، عمل ايجابي، واجتماعاتكم بالملك وولي العهد محمد بن سلمان، وثلة من قيادات الشرق الأوسط العربية، ذات الثقل السياسي والاقتصادي، عمل ينتظر منك وادارتكم تغليب المصالح لمن يمثل الثقل في الشرق الأوسط، الذي كله عرب مسلمون في غالبيتهم محبون للسلم والسلام، كارهون لكل هيمنة ودعوات للاستسلام.
كما هو دستور الولايات المتحدة قد قام على شجاعة الشجعان، فإن منظومات دول الشرق الأوسط العربية كلها متنوعة في الاعتماد على شجاعة الشعوب والزعامات في حب السلام لا الاستسلام.
مرحباً بك سيد بايدن في بلادنا وطن القوة والقيم والشيم.