عبد العزيز الهدلق
لم يخطر ببال أي متابع للدوري السعودي أن يطالع في يوم من الأيام مثل ذلك التحذير الصادر عن اتحاد اللاعبين المحترفين بعدم اللعب في الدوري السعودي لوجود انتهاكات تعاقدية، وتكرار عدم دفع الرواتب.!!
دوري تضخ فيه مليارات الريالات من الحكومة وتكون سمعته بهذا الشكل!!؟ شيء مخجل ومحزن.
وللأسف أن الإجراءات التي تتخذها وزارة الرياضة واتحاد الكرة بشأن الحوكمة والكفاءة المالية لم تستطع حتى الآن من ضبط تجاوزات بعض الأندية وانتهاكاتها لعقود اللاعبين المحترفين، أو تضع حداً للتهاون في دفع حقوقهم ومرتباتهم.
وأعتبر وزارة الرياضة أولاً ثم اتحاد الكرة مسؤولين بشكل مباشر عن تلك التجاوزات وليس الأندية لأن آليات المتابعة والرقابة والمحاسبة لازالت قاصرة عن ضبط مسألة حقوق اللاعبين وضمان دفع مرتباتهم، ووضع حد لتلك التجاوزات من الأندية.
أين يذهب دعم وزارة الرياضة, وبرامج الشراكات، ومشاريع الاستثمارات التي تضخم مئات الملايين في خزائن الأندية!؟ وكيف تصرف!؟ للأسف إن ممارسات كثير من الأندية مالياً لازالت بدائية، وعبثية، وغير رشيدة. فبدلاً من تسخير تلك الملايين للنمو والتطوير الرياضي، انعكست على إساءة السمعة دولياً.
للأسف أصبحت الأندية السعودية «زبون» دائماً لدى الفيفا بقضاياها مع المدربين واللاعبين الأجانب. تحت ملف عدم الوفاء بالحقوق، وعدم دفع الرواتب. وأصبح إعلان أي عقوبة من الفيفا على أي نادٍ سعودي شيئاً عادياً!! إلى أن وصلنا لمرحلة التحذير من التعاقد مع الأندية السعودية. فهل هذا يليق بمكانة المملكة رياضياً!؟
قبل مواسم رفعنا شعار الدوري السعودي ضمن أفضل عشرة دوريات في العالم. واليوم نتلقى تحذيراً رسمياً بعدم التعاقد مع أنديتنا.!!
فإذا كانت بعض الأندية لا تهمها السمعة، ولا تكترث بما تقوله الهيئات الرياضية الدولية. فإن من واجب وزارة الرياضة واتحاد الكرة أن تتعامل معها بحزم وتوقظها من حالة اللامبالاة والاستهتار التي تمارسها. بتطبيق أنظمة تضمن سلامة الصرف والإنفاق، وحسن استثمار الدعم الحكومي، وتضمن الحفاظ على سمعة الرياضة السعودية لدى الهيئات الدولية.
أجزم أن ما صدر عن الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين قد أحزن وزارة الرياضة واتحاد الكرة وآلمهما. وهما اللذان يعملان بكامل طاقاتهما لتطوير الرياضة والكرة السعودية، ثم تكون النتيجة والمحصلة ما تضمنه ذلك التحذير المؤسف.
أتمنى أن يكون ذلك التحذير نقطة تحول في آليات تعامل وزارة الرياضة واتحاد الكرة مع الأندية فيما يخص الوفاء بحقوق المدربين واللاعبين المحترفين. وأن نرى مستقبلاً تعاملاً مختلفاً من خلال أنظمة حازمة تطبق بشدة، دون أي مرونة أو تهاون تحت أي ذريعة.
وبكل تأكيد أن الوزارة والاتحاد لديهما كامل المعلومات التفصيلية عن تلك القضايا، ويعرفان تمام المعرفة من هي الأندية التي أساءت لسمعة الرياضة السعودية. لذلك ننتظر أن يكون اليوم وليس مثل الأمس، وذلك بتطبيق آليات تضمن الحفاظ على السمعة. وهي الحزم وعدم الاستثناء. وعدم السماح بتصعيد أي قضية للفيفا ووجوب حلها بكافة الطرق (الودية والإجبارية) محلياً، على الأقل حفاظاً على السمعة التي هي من أهم ما تملكه الهيئات والمنظمات المحترمة.
زوايا..
** بعد إقالة رئيس النصر السابق، ورحيل رئيس الأهلي السابق، وابتعاد رئيس العين السابق..نتساءل ماهو المقصود بالمسؤولية التضامنية لرئيس النادي!؟ فكلهم غادروا مواقعهم وتركوا أنديتهم ترزح تحت وطأة ديون مليونية هائلة!! دون أن تلحقهم أي مساءلة، أو تطبق بحقهم المسؤولية التضامنية المزعومة.
** هبوط فريق الأهلي جاء صعباً ليس على جماهيره فقط بل على مستوى الرياضة السعودية. ولكن هذه هي الأنظمة التي لا تقبل استثناءً ولا تحابي كبيراً. لذلك يجب أن يهبط أي فريق يستحق الهبوط بعقوبة تطبيقاً للأنظمة. ويجب أن لا يشعر أي نادٍ أنه محمي، أو أنه أقوى من الأنظمة. ويجب أن لا يتجاوز أي نادٍ مالياً أو يتهاون بحقوق المدربين واللاعبين المحترفين.
** يجب أن تكون وزارة الرياضة واتحاد الكرة ومجموعة الأنظمة أقوى من كل الأندية.
** ماذنب الأندية الملتزمة عندما تقف احتراماً للأنظمة واللوائح، فيما أندية أخرى تحقق مكاسب باختراقها الأنظمة وعدم الالتزام، وبالتهاون، والاستهتار واللامبالاة!؟