عطية محمد عطية عقيلان
حج هذا العام جاء بعد ظروف استثنائية تعقب جائحة كورونا التي بدأت في عام 2020م، حيث كان حج عام 1441هـ مقتصراً على ألف حاج، وحج عام 1442هـ كان عددهم 60 ألفاً، وبعد نجاح المملكة في التعامل مع الجائحة بعدد من تلقوا اللقاحات وتوفيرها، تم رفعها ليكون حج هذا العام 1443هـ إلى مليون حاج، وهي تحدٍّ كبيرٌ لجميع العاملين في خدمة الحجيج لكي يضمنوا أداء الحجاج مشاعرهم بسلاسة وأمان وطمأنينة وروحانية تراعي عظمة هذه الشعيرة وقدسيتها،كركن من أركان الإسلام الخمسة، حيث شارك 228721 ألف شخص، من مختلف القطاعات والجهات الحكومية والخاصة لخدمة الحجاج، وفي تنافس بين كافة القطاعات الحكومية والخاصة على تقديم خدماتها على أكمل وجه لضمان أمنهم وسلامتهم وصحتهم وتنقلهم بيسر وسهولة، لذا نشطت في توفير ما يحتاجه الحاج من معلومات وخدمات وبرامج وإرشادات، تعينه على أداء الحج بسلام آمنين، فتسابقت كافة الجهات على ذلك وبكافة اللغات، ومن ضمن هذه الخدمات والبرامج:
- وزارة الحج والعمرة: أطلقت 13 دليلاً توعوياً بـ14 لغة، وأصدرت بطاقة الحاج الذكية التي تحوي كافة معلومات الحاج ويحملها معه وتسهل له الدخول والتنقل بين كافة المشاعر، إضافة إلى الجولات الميدانية على الشركات المقدمة للخدمات والتأكد من التزامهم بها، ومعاقبة المقصرين ( حيث تم إعفاء رئيس تنفيذي وقيادي لإحدى شركات الحج)، مع استمرار دورها الإنساني من خلال استقبال 300 حاج من أصحاب الهمم ذوي الإعاقة والأيتام.
- وزارة الصحة: وهي من الجهات المهمة لضمان صحة وسلامة الحجاج، حيث أطلقت مركز الاتصال على 937 بسبع لغات وعلى مدار الساعة، لاستقبال الاستفسارات والشكاوي والبلاغات العاجلة على كافة المنشآت الصحية، إضافة الى 23 مستشفى و147 مركزاً صحياً و16 مركز طوارئ و25 ألف كادر طبي ومستشفى افتراضي، وتم عمل 108 عمليات قسطرة قلبية، و313 جلسة غسيل كلى، و107 عمليات مناظير، ومستمر استقبال وعلاج الحجاج حتى مغادرتهم المملكة.
- هيئة الغذاء والدواء: تطبيق طمني لمساعدتهم في البحث عن الأدوية والبدائل والاستخدامات، مع رفع الوعي للحجاج والعاملين في مجال الأغذية والأدوية.
- الهلال الأحمر السعودي: 85 مركز إسعاف دائماً، 10 مؤقت، 1288 كادراً طبياً، 1250 متطوعاً، 335 دعماً لوجستياً، 192 إسعافاً، 128 مركبة استجابة متقدمة، 16 آلية استجابة نوعية، 6 طائرات إخلاء، 23 دراجة نارية، 4 عربات غولف، وتم إطلاق خدمة «المسعف السريع» من خلال الدراجات الهوائية والسكوتر والدراجات النارية.
ولم تقتصر الجهود على الوزارات الحكومية ورئاسة الحرمين الشريفين وكافة القطاعات الأمنية، التي سخّرت كافة إمكانياتها لخدمة الحجيج لأداء مناسكهم بيسر وسهولة وأمان، وقامت الهيئة العامة للنقل بتجربة خدمة التنقل بين المشاعر بالسكوتر الكهربائي، وشاركت العديد من الجهات الخاصة سواء من المؤسسات كمؤسسة صالح كامل الإنسانية ومؤسسة سليمان الراجحي الخيرية ومشاركة 3 آلاف متطوع ( كن عوناً) لخدمة ضيوف الرحمن، وبنك الطعام السعودي (إطعام) لحفظ النعمة في مشعر منى، .. ولن نستطيع حصر ما قدم من خدمات في مقالة واحدة، ولكننا نحمد الله أنه كان ( حج بسلام آمنين).
خاتمة:
«أنعم الله على هذه البلاد المباركة شرف خدمة بيته العتيق ومسجد نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم، وأن تكون مقصداً ووجهةً للحجاج والمعتمرين، فأصبحت رعايتهم والقيام بخدمتهم والسهر على راحتهم في قمة اهتمامات الدولة منذ تأسيسها ولا تزال، وستبقى تفخر بمواصلة تلك المهمة بأعلى كفاءة».