خطت المملكة خطوات متقدمة في فتح الجامعات وأيضا زيادة عدد المبتعثين في جميع التخصصات ومنها دراسة الطب الذي حظي بعدد كبير من المقاعد إلا أن هذا لم يعدل نسبة الأطباء العاملين في المدن الصغيرة والمتوسطة، إذ بقي الحال دون وجود أطباء سعوديين استشاريين وغير استشاريين يرغبون العمل في المحافظات، حيث بقيت المستشفيات تعتمد على التعاقد وتشكوا الحاجة إلى أطباء ممن تلقوا تعليمًا حديثًا واطلاعًا أوسع في مجال التشخيص والأجهزة الحديثة وعلم الأدوية، مع أن فتح الجامعات أو الابتعاث كان أحد أهدافه (كما أعتقد) سد احتياج المناطق من التخصصات العلمية كالطب والتمريض والصيدلة والمختبرات وأقسام الأشعة، نعم هناك وفرة في بعض تلك التخصصات وخاصة المختبرات وربما التمريض، ولكن الطبيب السعودي غائب عن المشهد مع أن الحاجة تستدعي دعم كامل المستشفيات بأطباء سعوديين من ذوي الكفاءات، كما هو موجود في الرياض وسائر المدن الكبيرة، وقد لا يخفى على وزارة الصحة هذه الحاجة لكنني استغرب غياب الحلول التي تجعل الخريجين سواء من الاستشاريين أو الأخصائيين يقبلون على العمل في المحافظات، والتي بقيت مستشفياتها دون أطباء سعوديين في الوقت الذي كان من المؤمل عندما تم فتح الجامعات وكثف الابتعاث أن تحصل كل المستشفيات ومراكز الرعاية الصحية على حاجتها من الأطباء بيسر وسهولة، إلا أنها بقيت تراوح دون سد حاجتها من تلك التخصصات، فهل يعني ذلك استمرار الحال دون وجود حلول تعيد التوازن في توزيع الخريجين بين مستشفيات المملكة ومراكزها خاصة مع التحول في إدارة القطاع الصحي من الوزارة إلى القطاع الخاص أو ما يسمى بشركات التأمين، وكلنا أمل أن يكون في هذه الخطوة تطور يعم كل الخدمات الصحية المقدمة للمواطن سواء ما يتعلق بتوفير الأطباء ذوي الاختصاص أو الحصول على التنويم وأخذ المواعيد بيسر وسهولة.