فضل بن سعد البوعينين
عكسَ شعار حج هذا العام واقع المملكة والحرمين الشريفين، ليس في موسم الحج فحسب، بل وفي جميع الأوقات، فالمملكة من أكثر الدول أمنا وسلاما، بشهادة المنظمات الدولية، وكل من جاءها زائرا أو مقيما للعمل.
لذا لم يكن مستغربًا نجاح موسم حج 1443هـ عطفًا على جهود المملكة في مواجهة جائحة كورونا أولاً، وتحقيقها أعلى معدلات الاحترازات الصحية والأمنية، إضافة إلى جهودها المتميزة والمستدامة في توسعة الحرمين الشريفين، وتطوير المشاعر، وتوفير الخدمات الشاملة لضيوف الرحمن، والاعتناء بهم، وتمكينهم من نسكهم، وتسخير الإمكانات الأمنية والخدمية كافة من أجل تحقيق الكفاءة القصوى في إدارة الحج وخدمة الحجاج.
نجحت المملكة، بفضل الله، بتمكين ما يقرب من مليون حاج من قضاء نسكهم، برغم مخاطر جائحة كورونا، حيث الاحترازات الصحية الصارمة، والجهود الكبيرة والميزانيات المفتوحة لضمان سلامة وأمن وصحة الحجاج.
نجاح منقطع النظير، يبعث على الفخر والاعتزاز، بكل ما قُدم خلال موسم حج هذا العام. نجاح تم تحقيقه بتظافر الجهود، وتكامل الخدمات والتنسيق الأمثل بين الأجهزة الحكومية على أرض الواقع، وقبل كل ذلك توجيهات القيادة التي وقفت خلف تفاصيل إدارة الحج وسلامة الحجاج، وجهودها في توسعة الحرمين وتهيئة المشاعر المقدسة.
لم يقتصر الأمر على تجهيز المشاعر المقدسة، وتوفير الخدمات الشاملة للحجاج، بل مكَّنت القيادة الكثير من المرضى من إتمام نسكهم بالرغم من عجزهم التام، من خلال تجهيز قوافل طبية، تنقلهم بين المشاعر في سيارات إسعاف مجهزة، وكأنهم في مستشفيات متنقلة، تحيط بهم الطواقم الطبية والتمريضية من كل جانب. وقامت المستشفيات الحكومية بدورها المتميز في إجراء عمليات القلب والشرايين لمن يحتاجها مجاناً، وهي جهود تذكر فتشكر للقيادة ولجميع القائمين على خدمة الحجاج والقطاع الصحي والخدمات اللوجستية الأرضية والجوية.
مقاطع فيديو معبرة للأعمال الإنسانية والخدمات الجليلة المقدمة للحجاج، وشهادات توثق ما واجهه ضيوف الرحمن من عناية خاصة، وصفها حاج يمني بعد نقله بطائرات الإسعاف الجوي وتلقيه العلاج «استوعبوني على طول، استقبلوني استقبالا رائعا لا يستقبلني مثله ابني ولا أبي». شهادات مختلفة نجح إعلام الحج في توثيقها بفيديوهات جميلة نقلت للعالم ما يلاقيه الحجاج من خدمات جليلة وعناية فائقة من لدن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده والحكومة الرشيدة.
شتان بين أمانة المنصفين من المسلمين، وتدليس الحاقدين من إخوان الشياطين، الذين أوغل نجاح الحج والشهادات الدولية التي تلقتها المملكة صدورهم بالحقد، وقلوبهم بالنفاق، وملأت ألسنتهم بالكذب. أغرقت منظومة محور الشر الإعلامية قنواتها، ومنصاتها والوسائط الاجتماعية بخطابات الكراهية ومحاولة التشويش على المسلمين وإخراجهم من عبادتهم، في الوقت الذي تفرغت فيه المملكة لخدمة ضيوف الرحمن غير آبهة بما يردده شياطين الإنس من أكاذيب وفجور لا يقبلها مؤمن ولا يصدقها عقل، ففازت بالأجر الكبير، ونجحت في تمكين الحجاج من نسكهم بطمأنينة وأمن وسلام، وذهب الحاقدون بوزرهم وفشلهم وكراهية العالم المنصف لهم.
أسهم إعلام الحج في مواجهة حملات التشكيك، وفق آلية غير تقليدية، اعتمدت على نقل القصص المعبرة، والصور المؤثرة، والفيديوهات القصيرة التي كان لها دور مهم في نقل الجهود المبذولة في المشاعر المقدسة، ورسم صورة إيجابية لدى المتلقي الذي بات يميّز بين غث الحملات الموجهة، وسمين الواقع المعاش. كما نجح معالي الشيخ محمد العيسى في نقل رسالة السلام والتسامح من منبر عرفة، وهي رسالة طالما التزمت بها المملكة وآمنت بمضامينها قبل مفرداتها المعلنة. ونجحت القيادة في تحقيق أهدافها السامية في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وتحقيق أمنهم وسلامتهم.