الدراسات أثبتت أن هناك تضاعفاً duplication كل سنتين في سرعة معالجة البيانات وفي مساحة تخزين البيانات. ما يعني أنه إذا كان وسطياً حجم الكتاب على جهاز كيندل Kindle يعادل 2 ميجا بايت وأن هناك 130 مليون كتاب حول العالم كما ذكرت إحدى الدراسات التي استعملت محرك البحث الأشهر في العالم Google. فهذا يعني أنه يمكنكم وضع كل كتب العالم في جيبك في 280 شريحة صغيرة يمكنكم شرائها من السوبرماركت مساحة تخزين كل واحدة منها 1 تيرا بايت.
لفهم الفضاء الرقمي Metaverse كان لا بد أولاً من فهم هذا التوسع التكنولوجي في سرعة معالجة البيانات وفي مساحة تخزينها وأهميتها أيضاً. ألم نسمع كثيراً أن البيانات هي المستقبل وهي النفط الجديد والذهب الجديد وما إلى ذلك؟ بسبب أن هذه البيانات هي ما سيقوم عليه الفضاء الرقمي. فالفضاء الرقمي مبني من بيانات، التي بدورها كما تعلمون تبني المعلومات. الفضاء الرقمي هو فكرة يمكن النظر إليها نوعاً ما إلى أن نشأتها تعود إلى فكرة التوأم الرقمي Digital Twin. ويعني التوأم الرقمي بشكل بسيط هو أن كل منظمة لها توأم رقمي في حال كان بإمكانك القيام بكل الأعمال وتقديم واستلام كافة الخدمات التي تقدمها المنظمة على أرض الواقع من خلال إما تطبيق ذكي خاص بالمنظمة أو موقعها الإلكتروني. من أبسط الشروحات للتوأم الرقمي هو كما ذكره أحد الكتَّاب بأنه «المنظمة نفسها على الإنترنت»، أي كأنك ذهبت بقدميك إلى المنظمة ولكن على الإنترنت. فهناك الكثير من المنظمات الحكومية والخاصة - نظراً لعدم اشتهار المصطلح - لديها توأم رقمي ولا تعلم ذلك.
الفضاء الرقمي سيكون توأم الرقمي لعالمنا الحقيقي إن صح التعبير، حيث سيحتوي على كل الشركات وخاصةً الأمريكية والغربية منها التي تسعى لبسط ثقافتها وقيمها وأفكارها عبر هذا العالم الافتراضي، وهو ما يقودنا إلى أن العولمة Globalization بالحقيقة ستكون أمركة Americanization أو تغريب Westernization وليست عولمة تحتوي كل قيم العالم بشكل متساوي ومعتدل، بل قيم الدول الغربية والأمريكية التي تبسط هيمنتها على هذا الفضاء الرقمي، ويتضح ذلك في احتكارها الحالي في بنائه. ولذلك في مقال منشور في مجلة التايم Time بتاريخ 20 يونيو 2022م حول الموضوع تم طرح استفسار إن كان سيترك الفضاء الرقمي دون قوانين وأنظمة تحكمه. ومن وجهة نظري، وإن تأملت معي بالموضوع، سترى أنه بالفعل: من سيحكم هذا الفضاء الرقمي ويضع قوانينه؟ وكيف سيمكن وضع قوانين فيه وهو مكان افتراضي لا تملكه دولة معينة أو شركة معينة؟ بل حتى خوادمه الإلكترونية Servers ستكون منتشرة حول العالم أو حتى تكون في أقمار صناعية بالفضاء تتيح الوصول للإنترنت في كل مكان في العالم كما تخطط لذلك شركة ستارلينك Starlink كما سنرى لاحقاً بتفصيل أكثر.
وبالتالي لا يمكن وضع قوانين عالمية أو قيم عالمية متفق عليها بين دول العالم لتحكمه خاصةً وإن تأملت أن دول العالم لم تتفق حتى الآن على تعريف موحد ومحدد لمصطلح الإرهاب في وثائق واجتماعات الأمم المتحدة United Nations، فبالتالي كيف تجعل دول العالم تتفق على قوانين وقيم عالمية في فضاء رقمي لا يملكه فرد أو شركة أو دولة بحد ذاتها. بل هو مشترك بين الكثير من الأفراد والشركات وقد يكون حتى بين الدول في خطوة لاحقة؟ كما أن هناك مخاوف بأنه إن لم يتم وضع قوانين وضوابط في هذا الفضاء الرقمي، فسيتم السيطرة عليه من قبل شركات القطاع الخاص - خاصةً كما ذكرنا آنفاً الأمريكية والغربية منها - التي تسعى فقط للربحية. وسيتم بالتالي انتهاك خصوصيات الناس الموجودين في الفضاء الرقمي (أو بالأحرى انتهاك خصوصية التوأم الرقمي للناس). وهل يمكن ترك الأمر لأخلاقيات القطاع الخاص دون تدخل من الحكومات التي لها سلطة الإلزام والسيادة والشرعية والتي يهمها المصلحة العامة ومصلحة المواطن والمقيم أكثر من أي مصلحة أخرى اقتصادية أو غيرها؟ التجارب والدروس المستفادة والدراسات تجيب عن هذا التساؤل بكلا، أي لا يمكننا الثقة بالقطاع الخاص أنه سيكون أخلاقياً من تلقاء نفسه. وذلك لسبب بسيط وهو وجود المنافسة في السوق والقتال من أجل البقاء على قيد الحياة، وهما غريزتي المنافسة والسعي للبقاء competition and survival quest لدى القطاع الخاص. ولا يمكن ترويض هاتين الغريزتين لدى القطاع الخاص إلا من قبل الحكومة كما لا تروض الأسود إلا من قبل مدربيها.
أعلم أن الموضوع غريب، قد تنكره نفسك، ولكن الفضاء الرقمي حقيقة ويتم العمل على بنائه الآن وسيتم إطلاقه خلال العقد الحالي. وهذا سبب تغيير شركة فيسبوك Facebook اسمها إلى اسم Meta، وهو الجزء الأول من كلمة الفضاء الرقمي MetaVerse. علماً أن شركة ميتا Meta التي يملكها أحد أثرى أثرياء العالم وهو مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg هي أحد الجهات المشرفة الرئيسية على بناء الفضاء الرقمي. ومن مبدأ أتبع المال لتعرف من المستفيد الحقيقي، فاعلم عزيزي القارئ أن هذه الشركات الأمريكية وجدت فرصة ربحية واستثمارية تقدَّر بترليونات الدولارات في هذا الفضاء الرقمي الذي سيضاعف الثروة الموجودة في العالم (قد نسميها التوأم الرقمي لثروة العالم الحقيقي؟).
وقد يُستعمل في هذا الفضاء الرقمي العملات الرقمية مثل البيتكوين Bitcoin وغيرها، وقد يكون الفضاء الرقمي هو في الأصل السبب لوجود العملات الرقمية، أو العملات الرقمية هي التي أعطت الفكرة لبناء الفضاء الرقمي. في الحقيقة هذا التساؤل يشابه إلى حدٍ ما التساؤل القائل من جاء أولاً البيضة أم الدجاجة. وقد يكون أيضاً سبب الصعود المهول في أعداد وقيمة العملات الرقمية ومن ثم نزول قيمتها كما نرى باستمرار هو محاولة للسيطرة عليها والوصول تلقائياً إلى ضبط منطقي لقيمتها وعدم فقدان ثقة العامة فيها ليتم استعمالها في العالم الرقمي. وقد يكون هذا الارتفاع والانخفاض بقيمتها هو بسبب الحاجة للأموال الطائلة لبناء الفضاء الرقمي، فتم بناؤه من الأموال التي أُخذت من الناس خلال السنوات الماضية في هذه العملات الرقمية من قبل مجموعة تتحكم بقيمة العملة الرقمية من أثرياء العالم. ولكن هذا الموضوع يحتاج إلى دراسات وغالباً لن تصل لنتائج بها لتشفير العملات الرقمية بتقنية البلوكشين Blockchain، وما أدراك ما البلوكشين Blockchain؟ دعنا لا نتكهن أو نلتفت لنظرية المؤامرة، ودعنا نعتقد أن العلاقة بين الفضاء الرقمي والعملات الرقمية مجرد صدفة محضة، وأن العملات الرقمية ليست صنيع أثرياء العالم، بل صنيع مبرمجين بسطاء مجهولي الهوية «لرغبتهم بالبقاء مجهولين لأسباب أيضاً مجهولة «.
على كل حال هذا يقودنا إلى التساؤل الذي يبقى لدى الشركات الأمريكية والغربية التي تبني هذا الفضاء الرقمي وتشرف عليه، وهو كيف سيقومون بضم أكبر عدد ممكن من الناس في العالم الحقيقي إلى هذا الفضاء الرقمي مع وجود حوالي نصف سكان العالم لا يستطيعون الوصول إلى الإنترنت بشكل يومي؟ هل تذكر الاهتمام الكبير من مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg وإيلون ماسك Elon Musk في هذا الأمر في العديد من لقاءاتهما؟ هل تعتقد أن السبب هو حبهم للبشرية أم للربحية، وقد يكون كلاهما، وقد يكون لنشر الأفكار والقيم الأمريكية والغربية، وقد يكون كل ذلك، لا أحد يعلم. ولكن نرى في السعي لحل إشكالية ضم معظم سكان الكرة الأرضية إلى الإنترنت في توجه ثري أمريكي آخر، بل هو أغنى رجل على وجه الأرض، وهو إيلون ماسك Elon Musk مالك شركة تيسلا Teslaوشركة سبيس اكس SpaceX، حيث يقوم ماسك حالياً ببناء شركة ستارلينك Starlink والتي ستجعل الإنترنت متوفراً في كل بقعة في العالم عبر الأقمار الصناعية وبسعر رمزي من خلال اشتراك شهري مثل قيمة اشتراك نتفليكس Netflix الشهري تقريباً، وبسرعة إنترنت عالية تصل إلى عشرات الجيجا بايت في الثانية، وهي فعلياً السرعة التي ستحتاجها في الفضاء الرقمي. وكلما زاد إدمانك على الفضاء الرقمي زادت سرعة الإنترنت التي تحتاجها من هذه الشركة ما سيزيد أيضاً المبلغ الذي تدفعه شهرياً لهذه لشركة، أي ستارلينك Starlink.
وستستفيد منك الشركات الأمريكية هذه في طريقتين. الطريقة الأولى هي في اشتراكك في الإنترنت من خلال شركة ستارلينك Starlink في العالم الواقعي (والتي تهدف إلى أن تهيمن على سوق الوصول إلى الإنترنت حول العالم وتتفوق فيه بمزايا السرعة والسعر على كل شركات الاتصالات في العالم)، وأيضاً في شرائك للعملات الرقمية، وفي استعمالك لبطاقات الكريدت كارد Credit Cards الأمريكية والغربية مثل فيزا Visa وماستركارد Master Cards. وكما ستستفيد منك في الطريقة الثانية في الفضاء الرقمي، وذلك من خلال شرائك في داخله والتسوق في داخله وشراء العقارات والملابس والأملاك وكل ما كنت تتمناه في العالم الحقيقي وتحتاجه في حياتك الحقيقة سيكون موجوداً في الفضاء الرقمي بأسعار زهيدة. وقد تزيد الأسعار في الفضاء الرقمي مع الوقت، بالنهاية الموضوع عرض وطلب، بل وتجري الآن الأبحاث على إمكانية اختراع أجهزة Hardware تمكنك من الإحساس باللمس والشم والتذوق لتتمكن من شرائها واستعمالها في الفضاء الرقمي وتفعل فيها ما تشاء من شرب وأكل وشم و»لمس»، ولك أن تطلق العنان لخيالك حول نتائج هذه الاختراعات إن أصبحت حقيقة وتباع بشكل تجاري، قد تتذكرون حلقة من مسلسل الخيال العلمي «المرآة السوداء Black Mirror» في شبكة تفليكس Netflix حول هذا الأمر. وعلى قول المثل الأمريكي «السماء هي حدودنا Sky is the limit» أو الآن أصبح الفضاء حدودنا؟
وتجدر الإشارة إلى أنه حتى المدن نفسها (وليس فقط الإنسان) سيكون لها مكان في هذا الفضاء الرقمي، نعم حتى المدن. فالآن المدن الذكية Smart Cities أصبحت من الماضي وأصبح هناك ما يُسمى المدن الإدراكية Cognitive Cities المتصلة بالإنترنت على مدار الساعة. ومن أمثلة المدن الإدراكية هذه لدينا في المملكة العربية السعودية مدينة نيوم Neom كما أوضح على الموقع الإلكتروني الخاص بها جوزيف برادلي Joseph Bradley المدير التنفيذي لشركة نيوم للتكنولوجيا والرقمنة CEO of NEOM Tech and Digital Company، حيث إن المدن الإدراكية تتجاوز قدراتها المدن الذكية، حيث إنها تدرك وجود الأفراد والأصول فيها وتعرفهم فرداً فرداً من خلال كاميرات منتشرة فيها وتميزهم من بصمة الوجه وشبكات وكيابل تقنية تلفها كما تلف الشرايين جسد الإنسان فتحي المدينة. وتستطيع المدن الإدراكية أن تكتشف ميول وتفضيلات الأفراد الذين يقطنونها فرداً فرداً في الشراء والأماكن وجميع تفضيلاتهم الأخرى، بل إن كنت محظوظاً كفاية لتكون أحد سكان إحدى المدن الإدراكية في المستقبل فسترى أن المدينة تتفاعل معك أينما ذهبت، ويمكنك التحدث مع المدينة من خلال تصوير مجسم هولوجرامي خاص بها يجوب شوارعها ويعطي لها شكلاً وملامح تمكنك من التعرّف عليها، وتستطيع أن تسألها ما تشاء وتجيبك على تساؤلاتك كلها بما يخص المدينة وقاطنيها وعناوينها وغير ذلك كما يجيبك الجوال الذكي في جيبك عن تساؤلاتك. وحتى إن كنت مسافراً خارجها ستتمكن من التواصل مع مدينتك الإدراكية من خلال التطبيقات الذكية الخاصة بها. المدن الإدراكية هي الجيل الجديد من المدن الذكية والتي ستكون متصلة بالإنترنت على مدار الساعة ومتصلة بالأخبار حول العالم والطقس وكل ما يهم المدينة، وتتفاعل مع سكانها بأشكال لا يمكننا سوى تخيلها. فالتقنية والإنترنت جعلا تقريباً كل شيء ممكناً. ووجود مدينة كهذه في المملكة العربية السعودية إنما يدل على استشراف رؤية 2030 لسيدي سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وبعد نظره واستعداداته من الآن لبناء البنى التحتية الرقمية التي تؤهل المملكة العربية السعودية للتميز في العالمين الواقعي والرقمي.
هذا الكلام الآن قد تقرأه وتضحك، وقد تقرأه وتستغرب، وقد تقرأه ولا تصدق. ولكن ماذا لو قلت لك قبل 20 عاماً من الآن بأنك بعد 20 عاماً ستنادي جوالك فيجيبك عن مكانه وعن تساؤلاتك، وستلمسه بأصابعك، ويساعدك ويلبي أوامرك، ويمكنك من خلاله سماع أي أغنية في العالم وقراءة أي كتاب تقريباً ومشاهدة أي فيديو في العالم، وأن هذا الجوال سيكون بيد جميع الناس حول العالم ويستعملونه ككاميرا عالية الدقة وتخزن فيه آلاف الصور وترفع بعضاً منها إلى السحابة الإلكترونية الخاصة بك، هل كنت لتصدقني أيضاً؟ في النهاية هذا الكلام معظمه من توقعاتي، ولكن توقعاتي حيال هذا الأمر أتت من إطلاعي وقراءتي المكثفة ومتابعتي على مدار سنوات لمواضيع مثل التحول الرقمي Digital transformation والمدن الإدراكية والتوأم الرقمي والفضاء الرقمي ونحوه. وثم بات ظاهراً لي الارتباط فيما بينها والطريق الذي تسلكه والهدف الذي تقصده. وأحبب مشاركة ما أعرفه معكم على أمل أن يفتح بصيرتكم وبصيرة شركاتنا السعودية في القطاع الخاص على الالتفات والاستعداد لهذا البناء القادم لا محالة، بعلم وإذن الله، وأن تفرض قيمنا وعاداتنا وتقاليدنا ولا تطبعنا بعادات وقيم وتقاليد ليست منا ولا تناسبنا. ونلاحظ أن الحكومة السعودية استعدت لهذا الأمر بعدة طرق. ومن أبرز تلك الطرق إنشاء مركز المعلومات الوطني، والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، وهيئة الحكومة الرقمية، والهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وتم وضع نظام مكافحة جرائم المعلوماتية الذي قد يكون بذرة لقوانين وضوابط رقمية نحتاجها في الفضاء الرقمي والمدن الإدراكية مستقبلاً. وهذا إنما يدل على وعي حكومتنا بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو الأمير محمد بن سلمان ولي عهده الأمين - حفظه الله.
في النهاية، شكراً لكم على القراءة وآمل أن يكون الموضوع نال على إعجابكم وانتباهكم. وأود في النهاية أن أترك لكم بعض الأسئلة المفتوحة عن هذا الأمر، مثل هل سيكون هناك أكثر من فضاء رقمي واحد، أي هل سيكون هناك عدة فضاءات أو أكوان رقمية «Mulit-Metaverses»؟ وهل ستكون الحروب المستقبلية حروب رقمية، أي بتدمير المدن الرقمية ووجود عقوبات اقتصادية رقمية على بلدان رقمية ونحوه؟ ألم نسمع من العديد من قادة دول العالم وبخاصة الدول الأقوى عسكرياً مثل أمريكا وروسيا أن حروب المستقبل ستكون حروباً سيبرانية (أي رقمية)، وما انعكاسات ذلك على العلاقات بين هذه الدول في العالم الحقيقي؟ وهل سيكون في يومٍ من الأيام الفضاء الرقمي أهم لدينا من العالم الحقيقي الذي نعيشه؟ وما تأثير الفضاء الرقمي على الأديان وثقافة المجتمعات، حيث إن العالم فيه سيكون فعلاً قرية صغيرة؟
** **
ماجد بن عبدالله الغانم - ماجستير إدارة أعمال من جامعة الفيصل وطالب دكتوراه في الإدارة العامة (الحكومية) في جامعة الملك سعود في الرياض