سهوب بغدادي
فيما يعرف إعادة التدوير بعملية جمع المواد المستهلكة ومن ثمّ تحويلها إلى مواد خام وتفكيكها، ثم إعادة تصنيعها لتصبح مواد قابلة للاستهلاك مجدداً بشكل يماثل المنتج الأول أو بتحويله إلى منتج آخر ذي استخدامات ومنافع مختلفة،كما يتضمن مفهوم إعادة التدوير أي شيء أو غرض قديم يمكن استخدامه من جديد، ومن خلال ملاحظة نمط حياتنا اليوم الذي يتسم بالاستهلاك البحت أو في معظمه، وتعرضنا لحملات الترويج العالمية للعلامات التجارية لحث الأفراد على الاستهلاك والشراء أكثر فأكثر، فالشخص يتعرض على الدوام في يومه للدعاية بشتى أشكالها وألوانها، فمن المستحيل ألا تقتنع بتلك التقنية الحديثة التي ستسهل عليك الحياة وتختصر عليك الوقت، أو ببساطة تلك الحقيبة من العلامة الفارهة التي أطلقت صيحة من الموضة يجب عليك أن تجاريها! دون التوقف على الظاهرة بحد ذاتها وأسبابها ونتائجها وما إلى ذلك، وددت أن ألقي الضوء على ناحية الاستهلاك قلّ أو كثر كأمر واقع ومحقق في يومنا، فكلما زادت حاجيات الإنسان ستزداد نفاياته ومخلفاته، ولا أقصد نفايات بالمعنى الحرفي بل قد يقرر الشخص أن يرمي ثياباً جيدة ولكنه سئم منها أو بها عيب طفيف قابل للتعديل، أو لم يناسبه، فعوضاً عن رمي القميص نجد أن الأفضل أن يقوم بالتبرع به أو ببيعه، من هنا أخبرني الأستاذ عبدالرحمن بن شحبل، المدير التنفيذي لتطبيق مستعمل وهو أول تطبيق للبيع والشراء في المملكة العربية السعودية منذ عام 2001 أن التطبيق لاقى رواجاً ونجاحاً باهراً في نطاق عرض المنتجات المختلفة بكل يسر وسهولة مع توفر عنصر الأمان عبر ربط الإعلان بمنصة أبشر، إذ تجاوز عدد مرات تحميل التطبيق حاجز المليون مستخدم وفي هذا الرقم دلالات من أبرزها أن المجتمع اتجه إلى مفهوم إعادة التدوير الذي يعود بالنفع على الفرد والمجتمع والبيئة والاقتصاد، كما انتشر عدد من الشركات التي تعرض خدماتها باستلام الحاجيات من المنزل وإعادة تدويرها بلا شك أننا قطعنا شوطاً كبيراً في هذا النطاق ولكن التحسين والتوعية فيه أمر لابد منه للاستفادة من القدرات والموارد المتواجدة ونقلها لأبعاد أخرى.