الطوابع البريدية دائمًا تعتبر من الوثائق التي تحفظ تاريخ الدول ومنجزاتها. وهنا أتحدث عن الحج والخدمات الكبيرة التي تقدمها حكومة المملكة العربية السعودية لضيوف الرحمن في مكة والمشاعر المقدسة.
باقتراح من البريد السعودي تم مخاطبة الاتحاد البريدي العربي بإصدار طابع سنوي للحج بدءًا من عام 1398هـ، وبتصميم موحد من البريد السعودي وتقوم جميع الدول العربية بطباعته مع تغيير اسم الدولة. وقد استمر هذا الأمر ما يقارب عشر سنوات، ثم بعد ذلك استمر البريد السعودي بإصدار الطوابع الخاصة بالحج حتى عام 1441هـ. وقد ركزت تصاميم الطوابع على أركان الحج وواجباته، ثم تصاميم توضح مواقيت الحج ومواقعها، وكذلك بعض التصاميم عن الحجر الأسود وبئر زمزم، وكذلك تم إبراز المساجد في المشاعر، والاهتمام الكبير بها، وكذلك تم تصميم طوابع تبرز مشاريع الإنفاق في مكة المكرمة، وتم إصدار طوابع للحجاج القادمين جوًّا عن طريق مطار الملك عبدالعزيز بجدة وكذلك عن طريق البحر؛ وذلك لإبراز جهود المملكة التي تبذلها منذ استقبال الحجاج حتى توديعهم. وتوالت الإصدارات التذكارية التي توضح أهم المشاريع التي قدمتها حكومة المملكة، ومثال ذلك طوابع جسر الجمرات، والمبنى الضخم، وكذلك مخيمات منى، وطوابع عن كسوة الكعبة، وطوابع عن توسعة الملك عبدالله بالحرم المكي، وطوابع تبرز بوابات الحرم، وطوابع تبرز ساعة مكة ووقف الملك عبدالعزيز للحرمين الشريفين. وهنا تكمن أهمية الطوابع لكل بلد في حفظ منجزاته وثقافاته على مر العصور.
** **
بقلم: مبارك بن فيصل القحطاني - الباحث في التاريخ البريدي السعودي