- للكلمة رد، وللفرحة وجد، ولك أزجى أعبق التهاني بلا حد.
- أطل العيد مبتسماً فصار القلب مبتهجاً.
- لك كل التهاني بعطر العود نهديك، وكنوز الأرض تفديك، وبعيد الأضحى نهنيك.
- جعل الله يوم عيدك نوراً، ووهبك دعوة لا ترد، وأغدق عليك رزقاً لا يحد ولا يعد.
- أفرح فاليوم يوم بهجة وأنس وعيد، الفرح فيه منثور، وحمد الرب مذكور، ومنذ الأزل والعيد عند أهل الأدب أدب وأخلاق وعدل وسلام، وكان الحسن يقول : نهوا أن يحملوا السلاح يوم عيد إلا أن يخافوا عدواً، والعيد عند العرب هو الوقت الذي يعود فيه الفرح والمرح والسرور، وكان الأصل فيه العِوْد سُكِنت الواو وكُسر ما قبلها ثم صارت ياءاً، وقيل: بل قُلِبت الواو ياءاً للتفريق بين الاسم الحقيقي والاسم المصدري، وقيل: سُمي العيد عيداً لكثرة عوائد الله تعالى فيه بالإحسان على عباده من بر ورحمة ورضى وغفران.
- ودونت لنا كتب الأدب أجمل المعاني لأصدق التهاني في التبريك بالعيد وتهنئة الناس بعضهم بعضاً فيه، فهذا الأديب أبو إسحاق الصابى يهنئ صمصام الدولة البويهي بعيد الأضحى فيقول:
يا سنة البدر في الدياجي
وغرة الشمس في الصباح
صمصام حرب وغيث سلم
ناهيك في الناس والسماح
أسعد بفطر مضى وأضحى
وأفاك باليمن والنجاح
وانحر أعادي بني بويه
بالسيف في جملة الأضاحي
ويهنئ أبو تمام الطائي بالظفر والفوز والأفول من الحج فيقول:
إما حججت فمقبول ومبرور
موفر الحظ منك الذنب مغفور
قضيت من حجة الإسلام واجبها
ثم انصرفت ومنك السعي مشكور
ومن عذب التهاني، وجميل التبريكات ما ذكره ياقوت الحموي في كتابه (معجم الأدباء) على لسان شاعر بليغ لسن يهنئ عيناً من أعين الولاة والسلاطين فيقول:
هنيئاً لك العيد المبارك يا صدر
يساعدك الإقبال باليمن والنصر
إذا ما أعاد العيد للناس نضرة
فقد ألبس الأعياد من وجهك البشر
وإن نشرت أعلام دين محمد
فذكرك في أقصى البلاد له نشر
وإن أحرم الحجاج عن جل حالهم
فاحرم من دونك الفضل والفخر
وإن كان لبى للزيارة محرم
فلبى إلى أوصافك النظم والنثر
وإن جمعوا فرضين ثم وقصروا
فللدين والدنيا بك الجمع والقصر
وإن ضحت الأقوام بالبدن سنة
فضح بمن عاداك ما انفلق الفجر
وأما ابن الرومي العباسي فالعيد عنده عيدان الأول: عند رؤية المحبوب:
للناس عيدٌ ولي عيدان والعيد
إذا رأيتك يا بن السادة الصِيدِ
إذا هم عيّدوا عيدين في سنة
كانت بوجهك لي أيام تعييدِ
أجدد وأخلق كلا العيدين في نعم
تأتي لهن الليالي غير تجديدِ
والثاني:
ولما اجتمع عيد النحر وعيد النيروز الذي أدخله الفرس معهم بعد احتلالهم بغداد هزج مترنماً بقوله:
عيدان أضحى ونوروز كأنهما
يوماً مقالك من بؤسٍ وانعام
كذاك يوماك يوم سيبة ديم
على العفاة ويوم سيفه دامي
أما أبو الطيب المتنبئ فقد عكس التيار، فقال حينما عصف به اليأس، وأخذ منه البؤس وهو مسجون قصيدة دالية يهجو بها العيد:
عيدٌ بأي حال عُدت يا عيد
بما مضى أم لأمر فيك تجديد
أما الأحبة فالبيداء دونهم
فليت دونك بيداً دونها بيدُ
لم يترك الدهر من قلبي ولا كبدي
شيئاً تتيمه عين ولا جيدُ
وقالت الأدباء في التهنئة من بعضهم لبعض:
- عاودتك السعود، ما عاد عيد واخضرّ عود، وقالت أيضاً : عرفك الله من السعادات ما يُربِي على عدد من حج واعتمر وسعى ونحر.
- من رائق وناطق تهانيهم قولهم:
- كيف نهنئك بالعيد؟ وأيامك كلها أعياد، ولياليك أعراس، وساعاتك تواريخ، وأرقامك مواقيت.
- والعيد فيه معانٍ خصبة فهو يطوي بين أهابيه مفاهيم الطرافة والحداثة والتنوع والتجدد، يقول ابن الإعرابي: سمي العيد عيداً، لأنه يعود كل سنة بفرح مجدد، وبما أنه عيدٌ يجدد الفرح، فقد أثر عن شعوب العالم عجائب وغرائب يؤدونها في العيد، وهي تقاليد موروثة، وعادات محفوظة وإليك البعض منها:
في البحرين:
تُعد (الحية بيه) إحدى التقاليد المنتشرة في عيد الأضحى، بدولة البحرين الشقيق، حيث يقضي الأطفال مع ذويهم من الأهالي وقتاً على ساحل البحر، وقد تزينوا بالأزياء الشعبية، ويترنمون بأغنية (الحية بيه) المشهورة عندهم وهي:
(حية بيه... راحت حية وجات حية على درب لحنينية... عشيناك وغدنياك وقطيناك... لا تدعين علي حلليني يا حيتي).
(والحية بيه ) عبارة عن حصير صغير الحجم مصنوع من سعف النخل، تزرع فيه حبوب القمح والشعير ثم تعلق في المنازل حتى تترعرع وتكبر، وفي يوم عرفة يلقي بها الأطفال في البحر مع الدعاء أن يجعل الله عيدهم سعيداً، وأن يعود حجاجهم سالمين غانمين، وأصل كلمة (الحية بيه)، هي (الحجي بيجي) إشارة إلى أن الحاج سيعود بعد انقضاء موسم الحج، والفراغ بعد قضاء المناسك.
في مصر:
عادة غريبة حيث ينظر الناس إلى قلب الأضحية، ويتم المقارنة بينها وبين قلب صاحبها، فإن كان اللون مائلاً للبياض فهو يعبر عن بياض قلب صاحبها، وإن كان السواد هو الطاغي فقلب صاحبها كذلك.
وعند المصريين أيضاً عادة تلطيخ أيادي الأطفال بدم الأضاحي ثم طباعتها على الجدران والسيارات للتأكيد على ذبح العائلة للأضحية.
في المغرب:
أهم ما يميز العيد عند المغاربة (البو جلود) أو (السبع بو البطاين) وهو يشبه فكرة الحفلة التنكرية، حيث يقوم شخص بلف نفسه بجلود الماعز والخراف ويغطي وجهه بالأقنعة الملونة ثم ينضم إلى مجموعة تتزيا بنفس زيه، ليبدأوا الطواف في المدينة، تصاحبهم الطبول، وهم يهزجون بأغاني العيد، وأما الأهالي فيقومون بتوزيع الحلوى، أو أجزاء من الأضحية، ثم يبدؤون في التقاط الصور التذكارية.
في ليبيا:
تقوم النساء بتكحيل عيني الأضحية بالكحل العربي ثم إشعال البخور والنار، بالقرب منها استعداداً لمراسم عيد الأضحى، ويشترط في الأضحية أن تكون كبشاً له قرون، وهذا الاحتفاء بالأضحية إشارة إلى أنه سيذبح لله فلا بد أن يكون جميلاً نظيفاً.
في تركيا:
تحنى الأضحية في يوم عرفة.
في موريتانيا والسنغال:
تتفاخر نساء الدولتين المتجاورتين، باقتناء الأكباش في عيد الأضحى، ويفضلون الأضحية ذات القرون البيضاء الطويلة، وأما صاحبها فيبقى معززاً مكرماً بين الناس، ويعمد آخرون إلى تربية كبش صغير سمين على مدار السنة لاعتقادهم أن هذا يمنع من الحسد.
ومن الغرائب عندهم غسل الأضحية أسبوعياً بالصابون وتعطيرها لتظل مقبولة نظيفة، وحتى يصبح جسمك قوياً فعليك بأكل الأمعاء والكروش حيث يمنع أكلها قبل اليوم الثاني للعيد، وهذا ما يعتقده الموريتانيون.
وأما طعام العيد فله أنواع وأشكال، وهو يرسم طقوس تلك الدول، وله تراث ماضٍ حافل، فمن عادات أهل الجزائر أنهم يشتهرون بأكل (البوزلوف) وهو رأس الخروف، بينما يأكل التونسيون رأس الخروف بعد الطهي مع المرق، أو على البخار إلى جانب الأعشاب الجبلية، وفي المغرب يشتهرون بطبق (البولفاف) وهو قطع من كبد الخروف مشوية وملفوفة في شرائح من الشحم، وفي تونس وليبيا والجزائر يشتهر طبق (العصبان) وهي الأمعاء بعد أن تحشى بالأرز واللحم وقطع الكبدة مع الخضار.
وفي تركيا فالطبق المشهور في يوم العيد هو (الكاورما) وهو عبارة عن طبخ لحم الخروف مع الدهن إضافة إلى تقديم الشاي الساخن وقطع البقلاوة.
ما سبق هو قبس من طقوس الشعوب، وعادات الدول في الاحتفال بعيد الأضحى المبارك، وقد جاءت على سبيل المثل لا الحصر، وإلا فالبلدان متعددة، والتضاريس متنوعة، ولكل لغته وثقافته وموروثه ومراسمه.
مراجع المادة:
- أغرب عادات الشعوب في العيد.
إعداد: مي السكري.
القبس 6 أغسطس 2019م.
- عادات عيد الأضحى حول العالم.
كتابة: آلاء صوالحة
تدقيق: إسلام سمور.
سطور 27 يوليو 2021م.
** **
حنان بنت عبد العزيز آل سيف - بنت الأعشى -
عنوان التواصل: hanan.alsaif@hotmail.com