د.حماد الثقفي
كل عام والعالم يتجه نحونا، لأننا قبلتهم التي فرضها الله عليهم، حينما أنزل: {وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ} الكعبة الحرام {مَثَابَةً لِّلنَّاسِ} (مرجعاً ومآباً) يثوبون إليه ويقصدونه من كلّ فج عميق، إذ يرى البعض من جميع أنحاء العالم أن موسم الحج فقط فرصة اقتصادية للسعودية... وأنا أقول لهم إنها موقعاً لحركتهم العبادية، يجتمعون فيه قبائل وشعوباً مختلفة للتعارف والأُلفة، يحدوها أَمْن وإيمان يأمن النّاس فيه على أنفسهم، لأنَّ الله جعله ساحةً للسلام.
إذاً قيمة البيت الحرام، في روحانياته التي أفاضها الله على البيت، حتى يُعمر ويعيش عباده كلّ معانيها، وتقف على توفيرها دولة عمادها شريعة الله وسُنة نبيه, ولا شرف أجل من خدمة بيت الله وضيوفه التي جُبل عليها مُلوكنا الكرام منذ لحظة التأسيس على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز وأبنائه -غفر الله لمن تركنا منهم- و-حفظ الله- خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الميمون الأمير محمد بن سلمان، رابطين أواصل الدين بالدنيا برؤية قدمت للدنيا خيراً وبركة ومزيداً من مشاريع ومبادرات تطويرية لكافة مناسك الحج وفق أعلى المعايير الدولية في قطاع الخدمات والتنظيم والتشغيل عنوانها «التجربة الشمولية» بتقنيات رقمية ساهمت في توفير البيانات الجيومكانية التي لعبت دوراً عظيماً في تسهيل مرونة تنقل الحجاج ودعم اتخاذ القرارات، والتخطيط والاستجابة السريعة.
إن الرؤية السعودية في إدارة أكبر مواسم الدنيا هي جزء من رؤية شمولية تحديثية، طموحاتها عنان السماء، والاستثمار في المستقبل بطاقات سعودية، نراها بميادين وساحات الدولة الرشيدة التي حملت على عاتقها خدمة خير ضيوف بتدشين عدد من التحولات والقرارات وحمايتها من التيارات الإرهابية المتطرفة بقصص التدويل وغيره، فشرف خدمة الحجيج جزء من الهوية السعودية التي لا يهمها سوى الاستثمار في الإنسان والعمران والمحافظة على ثوابت الدين والإيمان، ويشهدها الجميع على محطات التلفزة، من دون مواربة أو إخفاء في عالم الميديا وما يشوبهُ من شائعات وتزييف وتصيد في مياه عكرة، لاستهداف المملكة، باحتيالات سياسية وإرهابية ومسيرات فاشلة لا تزيدنا إلا قوة وإصراراً، على تقديم خدمة حجاج بيت الله الحرام كأولوية سيادية ووطنية لا يمكن الحياد عنها.
إن السعودية دولة صدارة وقيادة للعالمين العربي والإسلامي، بل والعالم أجمع وقد قادتهم في مجموعة العشرين وكانت رائدتهم في إدارة الجائحة ولا زالت ولله الحمد، بفضل الله ورؤية حكيمة رشيدة قويمة من لدُن خادم الحرمين الشريفين وولي عهده -رعاهما الله-.