نحن والحمد لله في هذه العشر من ذي الحجة وهي أفضل أيام الله على الإطلاق، أفضل من العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك حيث أقسم المولى عز وجل بهذه الأيام المباركة في كتابه العزيز {وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ}، ووسط استعدادات مكثفة من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد حفظهما الله اكتملت الاستعدادات من كافة الجهات المعنية، وزارة الحج والعمرة، وزارة الثقافة، وزارة الشؤون الإسلامية، وزارة الصحة، وزارة الإعلام أمانة العاصمة المقدسة، الأمن العام، الحرس الوطني، الدفاع المدني، الهلال الأحمر، وزارة الاتصالات.
الكل على أهبة الاستعداد والجاهزية التامة لتقديم أفضل الخدمات بمتابعة دؤوبة من مستشار خادم الحرمين الشريفين سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل وسمو نائبه، وسمو وزير الداخلية لتوفير كل ما هو ممكن لكي يمضي ضيوف بيت الله في أجواء إيمانية مفعمة بالأمن والأمان ويؤدوا هذه الشعيرة وهذا الركن الخامس بكل سهولة ويسر إن شاء الله.
وكما هو معروف أن عدد الحجاج سيكون مليون حاج معظمهم من خارج المملكة وأعمارهم أقل من خمسة وستين عاما، أيام قليلة تفصل الحجاج عن أداء الركن الخامس من أركان الإسلام بعد عامين من القيود الصارمة بسبب فايروس كورونا على أن يكمل تلقي جرعات اللقاح المعتمدة ضد فايروس كورونا، وأن الأولوية ستكون لمن لم يسبق له أداء فريضة الحج لإعطاء فرصة لأكبر قطاع من المسلمين.
تنبيهات سعودية لضيوف بيت الله الحرام، التأكد من أخذ التطعيمات اللازمة كما هو مطلوب في النظام الصحي السعودي خاصة الحصول على لقاحي الإنفلونزا الموسمية وفايروس كورونا، في حال التزام الحاج بخطة علاجية تستدعي احضار أدوية معينة يرجى تجهيزها وحفظها بطريقة لا تؤثر على صلاحيتها وجودة الأدوية، تجهيز حقيبة خاصة بالمستلزمات الطبية التي تساعدك على أن تكون في أتم الاستعداد في حال حدوث أي طارئ.
الحرص على عدم التدافع وإيذاء الحجاج والالتزام بالتعليمات داخل الحرم المكي والمشاعر المقدسة.
اتباع كل التعليمات الوقائية أثناء أداء مناسك الحج في إطار المحافظة على صحة وسلامة الحجاج. يبدأ الحجاج في الصعود إلى منى يوم الثامن من ذي الحجة يوم التروية، يبيتون في منى اتباعا للسنة ويصلون فيها خمس صلوات الظهر، العصر، المغرب، العشاء، الفجر، ثم ينطلقون إلى عرفات الله وهو فجر يوم عرفة، يمضون اليوم التاسع على صعيد عرفات الطاهر وهو الذي يصادف يوم الجمعة يوم عظيم يستشعره الحجاج. في الحديث (من حج ولم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه) صوم يوم التاسع من ذي الحجة، في صحيح مسلم (صيام يوم عرفة لغير الحاج احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والسنة التي بعده).
وليوم عرفة فضل عظيم إذ ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن يوم عرفة أفضل يوم عند الله عزّ وجل وذلك في الحديث الذي رواه جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم أفضل عند الله من يوم عرفة، ينزل الله تبارك وتعالى إلى السماء الدنيا يباهي بأهل الأرض أهل السماء فيقول انظروا إلى عبادي جاؤوني شعثًا غبرًا ضاحين من كل فج عميق، أشهدكم أني قد غفرت لهم).
يمضي الحجاج يوم عرفة في قراءة القرآن وصلاة ودعاء وذكر حتى غروب يوم التاسع، حيث يصلون الظهر والعصر جمع تقصير ثم ينطلقون إلى المزدلفة المشعر الحرام إلى منتصف الليل والأفضل يبيتون في المشعر الحرام يجمعون صلاة المغرب والعشاء ومن الذين يبيتون ينطلقون بعد صلاة الفجر إلى مشعر منى الطاهر يبقون فيها أيام التشريق حيث يوم العاشر عيد الأضحى المبارك يوم النحر، لقوله تعالى: {فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} المراد باليومين مغادرة منى يوم الثاني عشر، ومن تأخر فيوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة يوم العاشر يتم فيه رمي جمرة العقبة والحادي عشر والثاني عشر رمي الجمرات الثلاث، ومن يبقى للثالث عشر يرمي الجمرات الثلاث ثم يغادرون إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع لمن يرغب المغادرة إلى دياره، أعمال يوم النحر وهو أيضا اسم الحج الأكبر حيث يؤدون فيه الحجاج كما أسلفنا بعد رمي جمرة العقبة طواف الإفاضة، الحلق أو التقصير وذبح الهدي، السعي بين الصفا والمروة لمن عليه سعي ويسقط السعي في يوم العيد عن حج المفرد الذي يحج بدون أداء عمرة.
الجدير ذكره تم تركيب خيام مطورة حديثا مكيفة في مشعر منى إلى كثير من الإنشاءات الجديدة في كل المشاعر، طرق إنشاءات خدمية وكل ما يصب في تسهيل أداء الفريضة يضيق المجال في حصرها وطالعتنا بها وسائل الإعلام المختلفة، وفق الله خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين حفظهما الله ورعاهما حيث لا يألوان جهدا ولا يدخران وسعا في كل ما من شأنه تذليل الصعوبات لكي يمضي الحاج يؤدي نسكه في يسر وسهولة، تقبل الله لكل قاصدي هذه الشعيرة وهذا النسك العظيم وجعلهم من المقبولين المغفور لهم بإذن الله، وعودًا حميدًا إلى ديارهم بعد أدائهم طواف الوداع وأن آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
** **
- محمود أحمد منشي