إيمان الدبيّان
كلمتان، في إعرابهما جملة فعلية كاملة، وصياغتهما كانت ببلاغة عربية فصيحة بلا مجاملة، ومضمونهما رسالة محلية عالمية شاملة.
كلمتان تداولتهما قنوات دولية إخبارية، ونشرتهما مواقع التواصل الاجتماعي، كلمتان قائلهما دايم الإحساس شعرا ومفردة، وقائد المواقف حكمة مُلهِمة، يشهد على ذلك الزمان في يوم مشهود، ويوثقه المكان متجاوزاً الحدود، (أحسنوا الاختيار) عبارة قالها مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- خلال استقباله للشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، عضو هيئة كبار العلماء الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي والذي كلف بإلقاء خطبة يوم عرفة لهذا العام، فكانت خطبة ماتعة، وبأفكارها للمسلمين واعظة، وللمتطاولين رادعة، من محاورها: التقوى، والبعد عن التنافر والحرص على التواد والتراحم، وعدم الالتفات للجاهلين والمغرضين، فالإسلام روح جامعة وتعاملات إنسانية واسعة تشمل البشرية جمعاء بلا فرق ولا استثناء، بقيم عظيمة على رأسها الأخلاق الكريمة.
نعم (أحسنوا الاختيار) وعملوا على نجاح حج هذا العام ككل عام باقتدار، قيادة وحكومة بتوجيه ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله- وبإشراف من أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، فكان بتوفيق الله وفضله حجاً آمناً، ونسكاً رائعاً، بلا أمراض ولا أوبئة، ولا معوقات منغصة في ظروف صحية واقتصادية عالمية عصيبة استطاعت السعودية بسياستها ودهاء رجالها الصمود والمواجهة، والتجاوز والمجابهة، فلله الحمد والمنة، وللعاملين الشكر على هذه الهمة.
نعم (أحسنوا الاختيار) في أدق تفاصيل خدمة ضيوف الرحمن دقها وجلها، والله سبحانه بحكمته اختار ولاة أمرنا حماة لبيته، رعاة لضيوفه، فكان اختيار الله لنا ولاة وشعبا ووطنا سياجا للبلد الأمين، وخداما للحرمين الشريفين، ومنارا وعونا للمسلمين، يشهد بذلك العالمين بما تقدمه وتبذله المملكة العربية السعودية من إمكانات جبارة لحشود كبيرة في أيام معدودة، وأماكن بمساحتها محدودة، أجزم أن لو نصف هذه الأعداد في غير السعودية من البلاد وإن كانت كبرى وتسمي نفسها بالعظمى أجزم أنها لن تحسن إدارتها ولن تمنحها خدماتها ولن تحافظ على أمانها.
فهنيئا لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده هذا النجاح وكل عام ووطننا وولاتنا وشعبنا في أمن وخير وفلاح.
نعم يا معلمنا وملهمنا وموجهنا وقدوتنا (أحسنوا الاختيار) وأحسنت أنت الثناء و القول فكان في مقدمة الأخبار كقصيدة مغناة من درر الأشعار.