واس - المدينة المنورة:
أدى جموع المصلين صلاة عيد الأضحى المبارك في المسجد النبوي، يتقدمهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينة المنورة، وأمّ المصلين إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف فضيلة الشيخ الدكتور عبدالباري الثبيتي الذي بيّن أن أعظم آية نزلت قوله تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) فالله أكمل هذا الدين فلا يحتاجون زيادة فيه أو نقصانًا. وأوضح إمام وخطيب المسجد النبوي الشريف أن هذا الدين كملت أصوله وقواعده وأخلاقه فهو أبدي ثابت وهو المنهج الأقوم ففي الحديث (إنَّهُ مَن يعِشْ منْكم بعدي فسيَرى اختِلافًا كثيرًا فعليكُم بسنَّتي وسنَّةِ الخلفاءِ الرَّاشدينَ المَهديِّينَ من بعدي تمسَّكوا بِها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ).
وأكد الشيخ الثبيتي أن شرعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان فهي لا تتجزأ ولا تختلف وهي منهج متكامل للحياة قال تعالى (وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا)، مبينًا أن الإسلام دين متوازن في النظرة إلى الدنيا والآخرة فالانغماس في الدنيا مذموم قال تعالى (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا). وقال إمام وخطيب المسجد النبوي إن الإسلام دين يحتضن كل الشعوب والأعراق ويصهر النعرات والعصبيات في بوتقة الأمة الواحدة مستشهدًا بالحديث الشريف (لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى). وأشار إلى أن الدين يحفظ العقول لذا حرم كل ما يؤدي إلى فساد العقل ويحفظ المال فحرم السرقة وحث على الأمانة وصان العلاقات والأنساب فشرع الزواج، مبينًا أن هذا الدين دين عدل فهو عادل مع الغريب والصديق والقريب والبعيد ومع العدو قال تعالى (وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى).
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي أن الإسلام يدعو إلى تآلف القلوب ووحدة الصفوف فهو دين المحبة والرحمة فيأتي ليجدد المعاني ويؤكد الأواصر ويوثق الروابط، مشيرًا إلى أن الإسلام يتميز بحصول الأمن وحفظه كما يتميز بالسماحة واليسر وجعل من العقل أساسًا للبناء والتنمية لا للتخريب والتدمير ويحث على امتثال أحسن الأخلاق والأعمال. كما حث المسلمين على الفرح وأنه سلوك راق وهدف منشود ينعش القلب ويزيل الهم.