الطفل أو الطفلة عندما يخرجان من بطن امهما لا يعرفان شيئا سوى صوت الأم ورائحتها ويستمر في حضانتها حتى ينهي مرحلة الطفولة المبكرة (السادسة من عمره) ثم يبدأ تلقي الموروث الشعبي من أسرته المكونة من (أمه وأبيه وإخواته) ويرضع هذا الموروث ويكون في وجدانه، ثم تبدأ بعد ذلك مرحلة الطفولة المتأخرة من (6 سنوات إلى 12 سنة) ويكون مهيأ في هذه المرحلة لدخول (المدرسة)، ويدخل إلى المدرسة والوسط المدرسي وهو يحمل موروثاً من عادات وتقاليد وسلوك تلقاها من أسرته، وقد يختلط مع أقرانه وينسجم موروثه مع بعض أقرانه خاصة من عاش في بيئة اجتماعية متقاربة وفي نفس المدينة أو المحافظة أو الهجرة، وهنا يكون الانسجام في الوسط المدرسي مع الطلاب بعضهم مع بعض أو مع المعلمين والمدرسين، ولكن قد يكون هناك خليط من الثقافات والعادات وبعض الموروثات في الوسط المدرسي في المدن الرئيسية أو بعض المحافظات، فقد لا يكون هناك تكيف أو انسجام بين هؤلاء الطلاب خاصة في المرحلة المتوسطة أو الثانوية لاختلاف الموروث، فيحصل بعض المناوشات بالكلام والتلفظ بألفاظ بذيئة، قد تنتهي في وقتها أو أن تمتد إلى اشتباكات بالأيدي وهنا يأتي دور الإخصائي الاجتماعي المدرسي المتخصص الذي درس العلوم الاجتماعية (علم الاجتماع - النفس- الاحصاء- الخدمة الاجتماعية) في كليات متخصصة في هذا المجال فهو المؤهل لدراسة هذا التنمر بين الطلاب لدراسة أسباب ودوافع هذا التنمر تشمل هذه الدراسة تركيب الأسرة والنواحي الاجتماعية والاقتصادية والحي والجيرة والزملاء وبعض أفراد الاسرة وخاصة الاب وبناءً على هذا يكوّن هذا الباحث أو الطبيب الاجتماعي فكرة كاملة بعد هذه الدراسة حتى يعرف أسباب ودوافع هذا التنمر، ومن ثم يضع التشخيص للمشكلة يليه خطة العلاج التي تضمن عدم تكرار هذا التنمر بين الأطراف ومتابعة هذه الخطة والعلاج حتى يطمئن الباحث على أن مجاري المياه سوف تعود إلى طبيعتها، فحبذا لو تنظر وزارة التعليم إلى تزويد كل مدرسة وخاصة المرحلة المتوسطة والثانوية بأخصائي اجتماعي لمحاولة منع التنمر بين الطلاب عن طريق هذا الاخصائي.