رمضان جريدي العنزي
المعلم مكانته مغايرة وعالية وعظيمة، ودوره مميزٌ وفريدٌ، ووظيفته راقية، ولهذا يجب أن تكون له معاملة خاصة، وتقدير خاص، واستثناء خاص في كل مناحي الحياة وجوانبها، ويجب أن يحتل العقل والقلب والوجدان لدى الطلاب وأولياء الأمور والمسؤولين، ويجب توقيره واحترامه وإجلاله، وأن يقدم على النفس، وأن تكون له المكانة المرموقة لدى المجتمع، كونه يربي الروح والعقل، ويوقد الهمم بالعلم والمعرفة، ولا يجب أن يفضي به الحال إلى الضرب والإيذاء والاعتداء والسب والشتم من ضعاف النفوس، في مفارقة يندى لها الجبين وتغيظ النفس.
في الماضي كانت للمعلم هيبته واحترامه والتأدب معه في القول والفعل والمحادثة، لكن في الوقت الحالي أخذ بعض الطلاب موقفاً مخالفاً في المشاكسة البائنة، والاعتداء المريع، والتلفظ القبيح، والأغرب من ذلك مشاركة بعض أولياء الأمر على خط المواجهة مع الطالب ضد معلمه، بعيداً عن الموازين الأخلاقية والسلوكية والإنسانية والقوانين.
إن البعض من الطلاب وأولياء الأمور لا يتورعون من اجتراح أفظع ألوان الإساءة والتوهين بحق المعلم عوضاً أن يحترم ويجل ويقبل رأسه، إن انخفاض معايير الأخلاق، ومناسيب السلوك، تعكس ضعفاً ووهناً ورداءة في التعامل والاحترام وقصوراً مخيفاً في رد الجميل للمعلم عطفاً على دوره الاجتماعي الثمين، وتضيف له مرارة وأسى وخيبة أمل، إن احترام المعلم وتقديره واجب فرضي على كل أحد، وإنزاله منزلة عالية ومميزة عمل يجب أن يكون، إن الأمم المتقدمة لم تتقدم وتزدهر إلا لأنها وضعت المعلم في مكانه مميزة، ومنحته كل المميزات والفرص وفضلته على سائر الموظفين دون منازع، لهذا تبرز الحاجة إلى تفعيل الاهتمام بالمعلم، والتركيز على احترامه، وإجلال دوره، ومنحه المميزات الخاصة دون سواه، وهكذا كلما عظم تقدير المعلم والاهتمام به وبمكانته وحقوقه كلما ارتقت الأمة وتميزت وعلت وربحت.