لسان حال كل الهلاليين وهم يرددون اقتباسًا من قصيدة شبيه الريح الأمير عبدالرحمن بن مساعد: «ما لهذا العنفوان آخر.. أو لهذا الطموح آخر.. أو لهذه البطولات آخر»..
* بتحقيق الرقم 65 وإنجاز يتبعه إنجاز.. ومنظومة عمل لا تتوقف من الطموح وتحقيق البطولات وكسر الأرقام.. مؤسسة رياضية احترافية نفاخر بها، ونقدمها للعالم أجمع بشعار (صنع في السعودية).
* لبعض الوقت أصبح حديث الجماهير الهلالية بأن تحقيق البطولات بالنسبة لهم أصبح أمرًا اعتياديًّا بل روتينيًّا.. حتى فرحة البطولات قد لا تستغرق ساعات معدودة بعد المنجز وينتهي الأمر تمامًا.. لذلك أراد الهلاليون أن يكسروا هذا الروتين لجماهيرهم، ويعيدوا لهم الشغف المفقود فأصبحوا لا يكتفون فقط بحصد البطولات بل يتفننون بخلق السيناريوهات المختلفة لحسمها.. ويجعلون جماهيرهم وجماهير المنافسين في حالة من الذهول والإثارة إلى آخر دقائق هذه المنافسات لرغبتهم في جعله سيناريو تاريخيًّا لا يُنسى، وبالمقابل أعادوا لجماهيرهم الشغف والإثارة من جديد..
* ولا شك أن تحقيق دوري هذا العام والبطولة 65 بهذا السيناريو الأسطوري والملحمة الأعجوبة كانت فرحتها عند جمهور الهلال مختلفة تمامًا، وكذلك صداها، وسيبقى لأمد طويل عالقًا في الأذهان.. وبالمقابل كان وقعه صعبًا جدًّا على المنافسين بشكل عام، والاتحاديين بشكل خاص، ولن يبرح ذاكرتهم وحسرتهم أبدًا.
* لعقود من الزمان اعتاد منافسو الهلال على التقليل من منجزاته، والتشكيك في بطولاته كحيلة للعاجز لا تنتهي أبدًا، وآخرها التقليل من بطولة آسيا، ووصفها بالسهلة، وعندما تيقنوا أن الهلال أصبحت فرصته لتحقيق لقب الدوري أشبه بالمعجزة استدلوا بأن الهلال يحقق آسيا ويعجز عن تحقيق الدوري.. ولكن كالعادة يأبى هذا المارد الأزرق إلا أن يقلب التوقعات، ويخرس الألسن، ويعود للدوري بكل قوة، ويجتاح المنافسين بنتائج تاريخية، ويضم الدوري إلى جانب كأس آسيا.. ويؤكد غياب الجميع في حضرة الزعيم..
* موسم شاق ومتعب حقيقة على الهلاليين، ولكن كان ختامه مسكًا بفرحة تاريخية، وبدوري في أحداثه لا نبالغ لو قلنا بأنه قد يكون الأجمل في تاريخ الدوريات السعودية..
* يستحق الرئيس الذهبي ابن نافل كل الشكر والمحبة من الجماهير الهلالية على كل هذه الإنجازات والبطولات التاريخية، وثقتها كبيرة في «أبو الجوهرة»، ولا تزال تطالبه بالمزيد..
* فهد المفرج الركن الأساس في كل الإدارات السابقة وأيقونة النجاح الحقيقية الذي تحمَّل الكثير والكثير، ولكن في كل مرة يترك البطولات والإنجازات والأرقام تتحدث عنه هو وفريق العمل معه، وعلى رأسهم المبدع سعود كريري وبقية الجهاز الإداري بأكمله..
* أخيرًا لا بد لكل هلالي أن يفخر بوجود رجل المنجزات الأمير الوليد بن طلال صانع الفرح على وجوه الهلاليين، ومذلل الصعاب. ولا شك هو وبقية الهلاليين لا يزال لديهم الكثير في المهمة والمشروع الذي تبناه بأن يجعل من الهلال ناديًا سعوديًّا بمواصفات عالمية، وقد تحقق منه الكثير، ولم يبقَ إلا القليل..
* وكالعادة، ينبغي أن لا يقف الهلاليون عند ما تحقق؛ فأمامهم استحقاقات مقبلة وقوية جدًّا، وأعلم أن طموح الهلاليين لا يتوقف.. فاستعدادات الخصوم لم تتوقف، وقد يكون الهدف الأسمى لديهم هو كيفية إزاحة الهلال عن طريقهم، وإيقاف تفوقه البطولاتي المعتاد قبل تفكيرهم في حصد البطولات.. فالهلال سيبقى العقبة الأبدية لكل منافسيه؛ فإزاحته هي الحل الوحيد لعودتهم للبطولات.
* ومضة للراحل غازي القصيبي -رحمه الله-:
خمس وستون في أجفان إعصار
أما سئمت ارتحالا أيها الساري
** **
- محمد الأحمري