محمد ناصر الأسمري
التاريخ السياسي والاجتماعي حافل بكثير من المظالم التي لاقاها حجاج بيت الله الحرام وزوار مسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام، من جراء الغياب السياسي لدول الأمن والاستقرار التي تتابعت على الحكم في مناطق ومدن الحج في الأراضي المقدسة التي باتت اليوم من حواضر العالم المتحضرة تحت إدارة الحكم السعودي من بداية القرن الثامن عشر الميلادي.
أصبح الحج غير الآمن من مخلفات الماضي ولله الحمد، وبات الحج أمناً وأماناً وطاعةً للرحمن لكل من يفد من أقطار العالم من أجناس البشر، تجمعهم وتجمعهن لغة التلبية والتهليل والابتهالات مهما تباينت لغات التخاطب من اللغات العالمية.
تعولم الحجاج وتعلموا الأداء للفريضة المفروضة - ركن الحج - خامس الأركان، وتسهلت سبل الوصول والاتصال ليس عبر وسائط النقل بل من خلال التواصل اليومي مع قطاعات نبيلة من مواطني المملكة العربية السعودية من مختلف المنابت والأصول، عملاً وتعاملاً.
لقد فاحت روائح كريهة من أصوات قذرة من متخشبين في ملاجئ بعض بلدان العالم، قالت إن الحج غير آمن, هؤلاء الفئام ليسوا في العير ولا النفير بل ديدنهم الكذب والتدليس والتزوير وإثارة الأتربة محاولة لحجب الإنارة والتنوير.
بلادنا المملكة العربية السعودية تحفل وتحتفل بالحج والحجاج، من خلال البناء لأضخم شبكة من الطرق والجسور والأنفاق، وأنظمة النقل المتطورة السريعة الآمنة عالية السعة والاستيعاب وإسكان ومساكن، وشبكات الماء وظلال في المشاعر المكشوفة في مشاعر الحج في عرفات ومنى والمزدلفة.
ليس هذا فحسب، بل إن كتائب من الضباط والجند تعمل في رعاية وحفظ الأمن في الحج في أرجاء الوطن من خلال مدن الحج أو بقية مدن الوطن السعودي التي تستقبل الحجاج في الموانئ البرية والجوية والبحرية.
هناك أدوار غاية في البهجة أن القوات المسلحة تُستَنْفرُ لأداء مهام مساندة على حواف مناطق المشاعر لتأمين التدخل السريع حمايةً ورعايةً ووقايةً وردعاً لكل من تسول له نفسه إيذاءً للحج والحجاج.
مئات من النساء والرجال من مختلف الكوادر العاملة في المجال الصحي تعسكر لأداء خدمات الرعاية الصحية مجاناً علاجاً ورعايةً وأدويةً.
حساب التكاليف للحج كلها مرصودة في ميزانية الدولة، غير مستردة إلا بعائد النفع للناس الآمين لبيت الله الحرام، وكسب الاحتساب رضا لله وخدمة لعباده الآمين لبيت الله الحرام ومسجد رسوله عليه الصلاة والسلام.
الحمد لله في المملكة العربية السعودية، التنافس مجال متاح ومباح بين السلطات وكل أطياف المجتمع من أجل إسعاد وراحة حجاج بيت الله الحرام.