خالد بن عبدالكريم الجاسر
«العيد الأكبر» عيدنا المُبهج بعد عامين من وباء قطع بين أوصالنا، حتى مشتاقي بيت الله ومسجد رسوله- صلى الله عليه وسلم-، هل علينا تلك المرة بحُلته الفاخرة ونعيم الله على دولتنا الرشيدة التي وضعت سيادة شعيرة الحج وتحييدها عن أي تدويلات ذات تحيّزات طائفية أوسياسية أو دينية أو استثمار أو أياً ما كان، فقط يكفي خدمة ضيوف الحرمين، ولا شرف أجل من ذلك، فعلى مدار سنوات عديدة، بل عقود، سار عليه ملوكنا الكرام منذ لحظة التأسيس على يد المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز وأبنائه حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان -حفظه الله-وولي عهده الميمون الأمير محمد بن سلمان، الذي زينها برؤية شابة تُعطي أولوية للحرمين الشريفين، وقاصديه من كل فج، ونراها في التوسعات وتطوير البنية التحتية للمشاعر المقدسة بشكل دوري لاستيعاب الأعداد الغفيرة، بتحديات كبيرة حققت فيه الدولة ومؤسساتها كافة إنجازات عظيمة، ليشهد العالم مؤشراتنا القوية بكافة المجالات خاصة المشهد المهيب يوم عرفة وتقديم المزيد من المشاريع والمبادرات التطويرية لموسم الحج في سبيل «أنسنة» تلك المشاعر لإضفاء مفهوم «التجربة الشمولية» وفق أعلى المعايير الدولية المعروفة في قطاع الخدمات والتنظيم.
ولكن هذا العام استثنائي، بنقلة نوعية كبرى لم نعهدها تقنياً بنظم وإبداعات وابتكارات جديدة،كبطاقة الحج الذكية التي تُسهل تنقل ضيوف الرحمن وسرعة وصولهم إلى مواقعهم ومخيماتهم.. وإطلاق وزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن أحد برامج رؤية 2030، مبادرة «تحدي الحج والعمرة» في مسارات ست مختلفة: إدارة الحشود، إدارة النفايات، إدارة الإسكان، إدارة الإعاشة، النقل، والصحة، هدفها خلق تجربة مميزة لضيوف الرحمن بشكل مباشر أو غير مباشر، من خلال حلول إبداعية ذات جودة خدمية أعلى، تُثري تجربة الحاج والمعتمر.
أجل إنه موسم استثنائي وأنموذج لتطوير رحلة الحج باستخدام التقنيات الحديثة والأساليب المتطورة، لتسير الخطى ثابتة نحو تحقيق مستهدفات رؤية 2030 بقيادة ذات حزم وعزم بل بقيادة سعودية جديدة، يشعر السعوديون وضيوفهم بالفخر والاعتزاز، يُقدمون ما يملكون بقلوب مطمئنة لمستقبل حالم بعيد عن أي ادعاءات واهية لـ»تسييس الحج» الذي يُريده الحاقدون، وقد دحرهم الله بفضله وإصرار السعودي.. ليهل علينا عيدنا الأضحى في خدمة حجاج بيته المعمور كأولوية دينية وسيادية ووطنية لا يمكن الحياد عنها، حفظ الله أمتنا وكل عام وخادم الحرمين الشريفين وولي عهده والشعب وضيوفه بخير وبركة.