تمكَّن مستشفى د. سليمان الحبيب بالقصيم بفضل الله من إعادة قدرة المشي لسيدة في الثالثة والثمانين من عمرها، وذلك عبر إجراء عملية استبدال لمفصلَي الركبتين، بعد معاناة طويلة استمرت 10 سنوات، والتوقف التام عن الحركة وأداء المهام اليومية الاعتيادية نتيجة الشعور بالألم الشديد الذي لا يستجيب للأدوية المسكِّنة والعلاج التحفظي التقليدي.
وقال رئيس الفريق الطبي المعالج إنه فور وصول المريضة لعيادة العظام بالمستشفى تم إخضاعها لعدد من التحاليل المخبرية الدقيقة، وكذلك فحوصات بالأشعة السينية الرقمية على مفاصل الساقين. وقد أكدت النتائج وجود زوائد عظمية ناتجة من الاحتكاك الشديد، وتآكل في مفصلَي الركبة، والحاجة الماسة لاستبدالهما، وكذلك وجود التهابات وعدم انتظام في معدلات ونسب الضغط وسكري الدم.
وبعد دراسة التاريخ المرضي جيدًا تم وضع خطة علاجية، بدأت برفع قياسات الركبتين، والاستعداد للتدخل الجراحي بإعطاء أدوية تحفظية ومضادات حيوية للسيطرة على الأمراض المزمنة والالتهابات.
مشيرًا إلى أن المريضة خضعت لجراحة ناجحة، استغرقت 4 ساعات ونصف الساعة تحت التخدير النصفي، وتم فيها استبدال وزارعة مفصلَي الركبتين عبر إجراء فتح جراحي بسيط، ومن ثم تنظيف محيط الركبتين جيدًا تمهيدًا للزراعة. موضحًا أن الفريق الطبي استخدم تقنية حديثة للسيطرة على الألم Epidural، هي إبرة ظهر، تساعد بشكل كبير في السيطرة على الألم خلال يوم العملية وما بعده.
وأكد رئيس الفريق الطبي المعالج أنه تم استخدام مفاصل صناعية جديدة للركبتين مصنوعة من مادة الكوبلات والكروم، التي تتميز بالجودة والمتانة علاوة على تحقيق المرونة الكاملة للمفاصل، والأريحية عند الحركة. وكذلك إتاحة ثني الركبتين بيُسر لأداء الصلاة بشكل طبيعي بعد العملية.
وفي الختام قال رئيس الفريق الطبي المعالج إن الجهود المبذولة تكللت بالنجاح التام -ولله الحمد-، مشيرًا إلى تحسُّنها منذ اليوم الأول للعملية؛ إذ استطاعت الوقوف والمشي تدريجيًّا، وتخضع حاليًا للعلاج التأهيلي. مثمنًا جهود الفريق الطبي المشارك بالعملية في تخصصات التخدير والقلب، وتأمين تقنيات حديثة ومتطورة؛ الأمر الذي أسهم في تقديم رعاية صحية شاملة ذات جودة عالية للمريضة، ساعدت في الإسراع بشفائها، وعودتها لمنزلها في اليوم الخامس من العملية وهي في حالة صحية ممتازة -ولله الحمد-.