سهام القحطاني
«إن التعليم ركيزة أساسية تتحقق بها تطلعات شعبنا نحو التقدم والازدهار والتنمية والرقي والحضارة في المعارف والعلوم النافعة، والشباب هم أمل الأمة وعدة المستقبل» -الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود-.
من الموّحد الخالد- رحمه الله- الملك عبدالعزيز آل سعود الذي قال «المدنية الصحيحة هي التقدم والرقي، والتقدم لا يكون إلا بالعلم والعمل» وحتى اليوم،كان الرهان المضمون على مستقبل هذا الوطن العظيم هو الإنسان، الثروة التي لا تنضب بل تزيد مع الأيام والسنين، فهي مصدر قوة هذا الوطن العظيم في كل زمان، وخاصة وأن السعودية بلد الشباب فالنسبة الأكبر هي الشباب من الجنسين وهو ما يجعل هذه القوة مصدر فخر.
وهذا المصدر لا يصبح رمز قوة إلا بالعلم في مستوياته المختلفة المعرفة والبحث والابتكار، هذا الوعي بمفهوم تحويل الثروة البشرية إلى قوة متنامية كانت ولا تزال ضمن الخطط المباركة لولاة هذه الدولة العظيمة منذ الموّحد الخالد -رحمه الله- إلى رؤية التنوير والنهضة 2030 التي وصفها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود- حفظه الله- بأنها «خارطة طريق لمستقبل أفضل».
وقال عنها سمو ولي العهد محمد بن سلمان -حفظه الله- «هذه الرؤية لا تتحقق بدون شباب وطننا»، فالشباب مصدر قوة للبدايات الحقيقية لكل إنجاز و»دائماً ما تبدأ قصص النجاح برؤية، وأنجح الرؤى هي تلك التي تبنى على مكامن القوة» -سمو ولي العهد محمد بن سلمان-.
إن المفهوم الحقيقي للقوة الحضارية لأي شعب هو العلم والبحث والابتكار وحتى يتحقق هذا المفهوم فلا بد من وجود المصدر المُنفذ لهذا المفهوم «الإنسان» الشباب.
لذا سعى هذا العهد المبارك منذ بدايته بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظهما الله- إلى الاهتمام بالشباب من الجنسين من خلال التعليم وتهيئة بيئات البحث والابتكار ومنح فرص التمكين لاستثمار قدرات ومواهب الشباب باعتبارها المصدر الحقيقي لقوة هذا المجتمع على كافة المستويات.
إن التطلعات والأولويات الوطنية لقطاع البحث والتطوير والابتكار التي يقودها اليوم سمو ولي العهد محمد بن سلمان في ظل القيادة الحكيمة والحضارية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- ما هي سوى حاصل ما يؤمن به ولي عهدنا التنويري والنهضوي بأن السعوديين «شعب قوي وجبار لا يعرف المستحيل يضعون هدفاً ويحققونه بكل سهولة، شعب عظيم، يمتلك همة كأنها جبل طويق، وهذا ما يُمكّنهم دائماً من تحقيق أي هدف سيضعونه نصب أعينهم»-محمد بن سلمان-.
هذه التطلعات التي تسعى إلى نقل السعودية إلى الصفوف العليا للمجتمعات المنتجة للخبرات العلمية والمعرفية واقتصادياتها من خلال أربع أولويات هي: «صحة الإنسان واستدامة البيئة والاحتياجات الأساسية، والريادة في الطاقة والصناعة، واقتصاديات المستقبل».
وهي تطلعات ستجعل السعودية من «رواد الابتكار في العالم» كما سيسهم قطاع البحث والتطوير والابتكار في «تنويع الاقتصاد الوطني» وسيكون إضافة مالية للاقتصاد السعودي بمقدار «60 مليار ريال» وهو ما يعني أن هذا القطاع سيكون بمثابة حزام أمان للاقتصاد والتحرر من قيد البترول وتقلباته.
إضافة إلى مساهمة هذا القطاع في استحداث «آلاف الوظائف الجديدة عالية القيمة في مجال العلوم والتقنية والابتكار»، واستثمار المواهب الوطنية التي بهرت العالم وأثبتت قدرة الشاب والشابة السعودية على التنافس العالمي في مجال البحث والابتكار، وفتح مجالات الشراكة العالمية مع مراكز ومؤسسات البحث والابتكار في كافة المجالات، وتأسيس بيئة علمية وبحثية في السعودية تٌشجع على الابتكار والتنافس العالمي، بيئة جاذبة لكل العقول العلمية سواء الوطنية أو على مستوى العالم، بيئة علمية جاذبة لكل التطبيقات البحثية والابتكارية الوطنية والعالمية.
ولا شك أن قطاع البحث والتطوير والابتكار سيسهم في صناعة «عقل علمي ومعرفي جديدين «للأجيال القادمة وسيخلق أسلوباً وتفكيراً يتصفان بالمنطق والموضوعية والمشاركة العالمية، والتسامح المعرفي، أسلوب وتفكير نقيان من شوائب التطرف والعنصرية الفكرية والعلمية.
استطاعت رؤية 2030 «أن تدخلنا إلى المجتمع العالمي «واليوم قطاع البحث والتطوير والابتكار «يرسم لنا سلم الصعود إلى قمة التنافس العالمي» والشباب السعودي من الجنسين يملكون القوة والموهبة والعلم للصعود والتنافس.
والفضل بعد الله لهذا الإنجاز يعود إلى القيادة الحضارية في ظل قائدنا العظيم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- التي تؤمن بقدرة شباب هذا الشعب العظيم الذي لا يعرف المستحيل، وإلى «عرّاب النهضة السعودية الجديدة» سمو ولينا الحبيب محمد بن سلمان -حفظه الله-.
فمنذ ظهور سموه وهو يحمل طموحاً عالياً كالسحاب، راسخاً كجبل طويق، طموحا لا ينطلق من طاقة بترول أو ذهب بل ينطلق من «طاقة البشر» الثروة البشرية التي كانت ولا تزال يفاخر بها العالمون بأن هذا الوطن العظيم عبر تاريخه المجيد بملك «شباباً واعياً وقوياً ومثقفاً ومبدعا ولديه قيم عالية» -محمد بن سلمان-.