محمد بن عبدالله آل شملان
مع قرب موسم حج هذا العام 1443هـ تبادر إلى ذهني خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - الذي أكرمه الله سبحانه وتعالى في المسابقة لأداء الواجب، بغسل الكعبة المشرفة، اقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدين، وتواصلاً مع ما التزم به الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود، وأبناؤه الملوك من بعده سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله - رحمهم الله -.
صورة بهية
وفي كل مرة أستعيد فيها تلك الصورة البهية لملك صالح يتحرك في خشوع وتقوى داخل جوف الكعبة المشرفة، يغسل بيده جدرانها بماء زمزم المخلوط بماء الورد، يتعمق في دواخلي معنى أن يحمل ملك هذه البلاد لقب خادم الحرمين الشريفين؛ لأن هذه الخدمة التي يتشرف فاعلها ويجر بأدائها، تأتي في المقدمة من اهتماماته - حفظه الله ورعاه -، وهو الذي أنشأ الهيئة الملكية لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة في عام 2018م، وأنشأ شركة المشاعر المقدسة، وتدشين قطار الحرمين، وتوجيهه الكريم بإنشاء مطار الطّائف الجديد خدمة لمكة المكرمة وبوابة أخرى للحجاج، والتّوجيه باستكمال جميع المشروعات والأعمال الجليلة المتصلة بالحرمين الشريفين.
إنه لقب عظيم يعبر عنه حامله الملك سلمان بن عبدالعزيز من خلال تحقيق دلالاته، تشهد له بذلك الملايين التي تأتي من مشارق الأرض ومغاربها ليروا بأعينهم انعكاسات ذلك اللقب على أرض الواقع.
يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود في إحدى المناسبات: «قد شرَّف الله المملكة العربية السعودية بخدمة الحرمين الشريفين وضيوف الرحمن، خدمة نفخر بها، فجعلنا رعايتهم وسلامتهم في قمة اهتماماتنا، وسخرنا لهم كل ما يعينهم على أداء حجهم، وفق مشاريع متكاملة تهدف إلى تيسير أداء الحج، وسلامة قاصدي بيته الحرام، ومسجد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، مكملين بأعمالنا الجهود الجليلة التي بذلها ملوك هذه البلاد المباركة، منذ عهد مؤسسها جلالة الملك عبدالعزيز رحمه الله رحمة واسعة».
تنشر هذه السطور خلال الأيام الأولى دخول شهر ذي الحجة، وقد بدأت قوافل الحجاج تفد إلى مكة المكرمة، وأبناء هذا البلد الأمين يشرعون قلوبهم مرافئ لاستقبالهم. ففي هذا البلد ملك صالح يتقرب إلى الله بخدمة الحرمين الشريفين، وشعب مؤمن يشكر الرحمن الذي شرفه بخدمة ضيوفه.
لبيك اللهم لبيك
تشهد أروقة وزارة الحج والعمرة حراكاً ضخماً هذه الأيام لمواكبة رؤية المملكة 2030، وسط استنفار كبير لكل وكالاتها وإداراتها وأقسامها، واستعدادات كبيرة وجاهزية غير مسبوقة للقطاعات التي تعمل تحت مظلتها وإشرافها، تزامناً مع قرب اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام من الخارج - تحفهم العناية الإلهية - إلى الأراضي المقدسة، الذين رافق توافد مواكبهم صوب مكة المكرمة والمدينة المنورة، خدمات وزارة الحج والعمرة ومؤسسات أرباب الطوائف، الذين أعدوا العدة - ومنذ وقت مبكر - لاستقبالهم، وتهيئوا لتلبية احتياجاتهم ومتطلباتهم، بعد أن تزودوا بالخبرات الميدانية العريضة، وتسلحوا بالعلوم والمعارف والمهارات المطلوبة، زادهم الإيمان والتقوى، وديدنهم الإخلاص والتفاني ونكران الذات، وعزهم وفخرهم بهذه الأعمال الجليلة التي شرفهم الله بها واصطفاهم واختارهم ليؤدوها لضيوف الرحمن، وليتابعوا تحركات الحجاج من منافذ القدوم الجوية والبرية والبحرية إلى المدينتين المقدستين، وإلى المشاعر المقدسة عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيأتها حكومتنا الرشيدة، لتتميز رحلة عمر هؤلاء الحجيج باليسر والسهولة، وسط هذه المنظومة الكبيرة من الخدمات والتسهيلات، التي تسهم فيها أكثر من 100 جهة ذات علاقة بأعمال الحج، لتنظيم حركة تصعيد حجاج بيت الله العتيق وإرشادهم ومساعدتهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم.
وطننا مؤتمن
ويتم استقبال هذه الجموع الكبيرة، والحشود الضخمة التي قدمت من خارج البلاد، وخدمتهم منذ وصولهم وحتى مغادرتهم بعد أداء مناسكهم، بإشراف مباشر من قائد هذه الأمة، خادم الحرمين الشريفين ـ أيده الله ـ وبتوجيهات من سمو ولي عهده الأمين، وسمو وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبمتابعة شخصية من سمو أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، وسمو أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بالمنطقة، وبتوجيهات معالي وزير الحج والعمرة، وجميع المسؤولين في الجهات ذات العلاقة بخدمة الحجيج. والجميع يعلم أن وطننا مؤتمن على أن يكون الحج نسكاً نقياً وعبادة خالصة لله تعالى، يؤديها الحاج مكبراً ملبياً في مناسبة مباركة لا تتحقق - على الأرجح - إلا مرة واحدة في العمر لأغلبية المسلمين، ليقترن توافد مواكب ضيوف الرحمن بالهدوء والسكينة، وترتفع أصواتهم بالتلبية: «لبيك اللهم لبيك.. لبيك لا شريك لك لبيك.. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك»، ليقضي الحجاج أوقاتهم بالصلاة ودعاء الله سبحانه وتعالى أن يديم نعمة الأمن والأمان على هذا الوطن المضياف، وأن يحفظ قادته، ويثيب أهله خدام وفد الله خير الثواب، ويجزيهم خير الجزاء.
وقفة
هيا استعدوا يا كرام بجهدكم
وفد الكريم أتى من الأنحاء
ولخدمة الحجاج تاج رؤسنا
شرف السقاية نعمة بهناء
يا مرحبا بضيوف بيت إلهنا
بلد الكريم يحيهم بإباء
يرجو لكم وقتا كريماً ممتعاً
والله يحفظنا من الضراء