إن حياة الإنسان هي أيام وذكريات يعيشها وتبقى في ذاكرته بجمالها وقبحها. يقال: إن أجمل أيامنا وذكرياتنا هي أيام دراستنا؛ لذا تحرص بعض المدارس على إقامة الحفلات في آخر العام الدراسي. وهي نوعان: الأولى حفلات اختتام الأنشطة التي تقيمها المدرسة، أو يقيمها طلاب كل صف لنفسه بإحضار كل طالب ما تجود به نفسه من مأكولات ومشروبات ولوازمها. والثانية حفلات التخرج التي تقيمها المدرسة لطلاب الصف الأخير للمرحلة الدراسية.
إنها محببة لنفوس الطلاب فيه يتعرفون على الجوانب الأخرى في شخصيات بعضهم بعضاً، ويغيرون أجواءهم بالمرح والحبور والسرور، فيقضون أوقاتاً جميلة تبقى عالقة في أذهانهم ما عاشوا خاصة إذا وثقوها بالتصوير وشاركهم معلموهم فيها؛ لذا تحرص الكليات والجامعات على إقامتها سنوياً. وأرى إقامة الحفلات المدرسة ببساطة شديدة، من دون بهرجة مبالغة فيها، ومن دون جمع رسوم أوتخصيص ملابس لها مكلفة، ولا حجز صالات أو استراحات، يكفي لحفلات التخرج وشاح موشى بعبارة مبروك التخرج وجعلهم يمرون على المنصة أمام زملائهم ويستلمون الشهادات والجوائز التشجيعية بحضور أولياء أمورهم إذا أمكن مع توثيق الحفل وهذا أضعف الإيمان.
وللحفلات جوانب تربوية لكن بعض التربويين يعارضونها بحجة أنها تحتاج إلى تنظيمات واشتراطات، ومكلفة مالياً وفيها خروج على الآداب والرزانة وارتفاع الأصوات وزيادة الحركة والنشاط، وهذا من ضرورياتها فهل توجد حفلات صامتة؟!
وفي السنوات الأخيرة بدأت كثير من المدارس تقيم الحفلات المدرسية؛ لكسر الروتين ومشاركة الطلاب والخريجين فرحة تخرجهم. وأرى أن تشجعهم وزارة التعليم عليها، فتخصص لها بنداً مالياً؛ لتشاركهم سعادتهم بانتهاء عام دراسي سطروه بالجد والعمل الدؤوب. والمثل الشعبي يقول»من فرح صبي فرح نبي».