الصِّلَةُ في اللغة العربية هي الجملة التي تلي الاسم الموصول لتُتِمَّ معناه، وفي واقعنا المُعيش هي المجلة الأسرية التي تصدرها أسرة السعيد سنوياً؛ لتحقيق أواصر الإخاء والمودة في الأسرة الكريمة وأسرة «السعيد» من الأسر النشيطة في استغلال التقنيات ووسائل الإعلام والاتصال في ترسيخ ثوابت البناء الأسري القائم على البر والتقوى، ولها موقع إلكتروني على الإنترنت، وكثير من أفرادها رجالاً ونساء من حملة أعلى الشهادات العلمية في مختلف التخصصات، وتسنم عددٌ منهم أعلى المناصب القيادية.
وقد أسعدتني أختي وصديقتي الأستاذة حبيبة ابنة معالي الدكتور عبدالعزيز السعيد بنسخة من مجلة «الصلة»؛ ابتهاجاً بمراميها، وافتخاراً بإنجازها، فوجدتها ثرية في محتواها الموضوعي وجميلة في إخراجها الفني، طُبِعَتْ طباعة احترافية أنيقة وغُلِّفَت تغليفاً كرتونياً زاهياً، وواكبت المجلةُ عصرَ المعرفة والتقنية فزُيِّنَ غلافُها بـ«باركود» النسخة الإلكترونية منها، وبشعار صندوق أسرة السعيد المسجل في وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ليكون مؤسسة أهلية ذات شخصية اعتبارية، وقد جمع الشِّعارُ بين القيمة الوطنية متمثلة في صورتي النخلة السعودية والتراث الأصيل، والقيمة التربوية في الظلال الوارفة التي يستظل بها اسم الأسرة بخط الثلث الجميل. كما تنوعت مقالات المجلة وأخبارها بما يحقق أهدافها في نشر ثقافة البر والتراحم بين أفراد الأسرة؛ ليكون ذلك المزيج التربوي سلوكاً معهوداً في نفوس الناشئة والكبار.
تضمنت المجلة عدداً من الأخبار عن النهضة الصحية في «جلاجل» موطن الأسرة، وبعض المعالم التراثية في سدير، بما يبرز جهود حكومتنا الرشيدة للارتقاء بمختلف بلدان وطننا الحبيب، ومقالاً استقصائياً عنوانه: «الأئمة والمؤذنون الذين تولوا جامع جلاجل القديم خلال أربعة قرون» وكان ضيف العدد: صالح بن عبدالرحمن السعيد في حديث شائق عن مسيرةِ كفاحٍ وصبر، وفي خبر اجتماع الجمعية العمومية لصندوق الأسرة استوقفتني كلمة معالي الشيخ الوالد الدكتور عبدالعزيز السعيد بمضامينها النبيلة، وكان ملف العدد أكثر من مقال وخبر قصيدة في رثاء الشيخ الدكتور ناصر السعيد فارس الخير والمسئوليات - رحمه الله - إضافة إلى مشاركات متنوعة ومفيدة، منها: «البيت النجدي القديم» و«الوعي الذاتي» و»جائحة كورونا ضيف ثقيل على مائدة التعليم» و»الفائدة المركبة» و«بدائل العقوبات السالبة للحرية» و»وضع الأهداف وبناء مؤشرات الأداء في الصناديق الأسرية» و«العلاج الطبيعي» و»الشكر بوصفه قيمة وجدانية» و»نموذج من الوثائق القديمة» و«وادي المشقر».
ولأن المؤمن مرآة أخيه فحبذا لو بُذِلَت عنايةٌ أكبر بتصحيح مواد المجلة لغوياً ومسار صياغة المحتوى؛ فليس من المستحسن في مجلة تعبّر عن حال أسرة فيها متخصصون وأكاديميون في مختلف المجالات - واللغوية والأدبية أحدها- وجود أخطاء لغوية فادحة، وبخاصة في العناوين الرئيسة - مثل «الأئمة والمؤذنين الذين توالوا على مسجد جامع جلاجل القديم...»
وفي رأيي أنه ليس من الجميل وضع الوصف»العم» «العمة» «ابن العم» «ابنة العم» قبل كل اسم في العناوين الرئيسة والمحتوى الداخلي؛ لأن ذلك يناسب حفلاً خطابياً أو نشرة داخلية، لكنه لا يلائم مجلة سيّارة أنيقة يُؤمَّل لها الانتشار والقبول.
كما لفت نظري اقتصار المشاركات على أفراد الأسرة ذكوراً وإناثاً، ولم تكن هناك مشاركات خارجية، ولاسيما من أبناء وبنات بنات أسرة السعيد والأنساب والأصهار، وأولئك لو أتيح لهم مجال المشاركة؛ لأثْرَوا المجلة برؤاهم وتفاعلهم.
دعواتي لأسرة «السعيد» بأسرة سعيدة متواصلة، ولمجلة «الصلة» بالتوفيق والسداد، والشكر لأختي الحبيبة حبيبة على هديتها القيمة. وبالله التوفيق.
** **
- بقلم/ هند بنت عبدالرحمن العريفي