د.نايف الحمد

في موسم طويل جدًا استمرت إثارته حتى آخر صافرة لحكام مباريات يوم 27 يونيو التاريخية، انتهت بطولة الدوري بطريقة لم يكن لأحد أن يتوقع نهايتها بهذه الطريقة المثيرة!

من بعيد عاد المارد الأزرق بعد أن توقع الجميع أن قطار الدوري قد فلت من قبضته بعدما تأخر الزعيم عن الوصول إلى محطته في ظل بدايته المتعثرة التي تعد هي الأسوأ له في تاريخه، وما تبعها من انشغاله بالبطولة القارية التي حقق لقبها ومشاركته العالمية؛ وزاد الأمر تعقيدًا خسارته لنهائي الكأس.. لكن الزعيم لم يرمِ المنديل وقاتل على حظوظه وحقق انتصارات متتالية تسببت في فقدان خصومه التركيز حتى عاد بطلاً لأقوى نسخة للدوري السعودي وأكثرها إثارة.

عندما نعود بالذاكرة لمنتصف الموسم لا يمكن لنا أن نتوقع هذه النهاية السعيدة للموج الأزرق وجماهيره.. لكن هذا الفريق استطاع بإرادة رجاله أن يتجاوز كل الإخفاقات ويطوّع الصعوبات ويصل إلى مبتغاه ويحقق أحلام جماهيره من أصعب الطرقات.

غريب هذا الهلال.. فعندما تقرأ سيرته تصاب بالذهول؛ وكيف أنه كلما توقعوا سقوطه عاد أقوى وأصلب! فريق يكفي لاعبيه أن يرتدوا قميصه حتى يكتسبوا جيناته ويصابوا بعدوى الزعامة ومتلازمة البطولات.. فريق لا تراهن على خروجه من المشهد ما دام صدى اسمه يتردد؛ هذا الصدى وحده كافٍ لزعزعة الخصوم وفتح الممرات الأكثر وعورة ليمر من خلالها لمكانه المفضل في منصات التتويج.

على الرغم من أن هذا الموسم يعد الأقل حتى موعد تكليف الداهية دياز في الثلث الأخير منه، إلا أن الفريق صبغ الموسم بصبغة زرقاء خالصة وحقق فيه ثلاث بطولات.. وحتى البطولة الوحيدة التي فلتت من قبضته خسر النهائي فيها بركلات الحظ الترجيحية وحقق ميداليتها الفضية.

انتهت قصة موسم مثير سطّر فيه كبير آسيا فصولاً جميلة من الكفاح والتألق والإبداع من أجل عشاق كانوا هم الدافع والمحفز له في كتابة فصول هذه الملحمة التاريخية التي سيظل صداها يتردد في قلوب مشجعيه وعقول متابعي كرة القدم السعودية لأمدٍ بعيد.

نقطة آخر السطر

ما حققه الهلال في مسيرته المظفرة هذا الموسم لم يأتِ سوى بعمل كبير كان لرجالات الهلال بعد الله الفضل فيه وعلى رأسهم الداعم الكبير سمو الأمير الوليد بن طلال وقائد المنظومة الرائع الأستاذ فهد بن نافل ومجلس إدارته والعاملون في الأجهزة الإدارية والفنية الذين يستحقون منا كل الشكر والتقدير على هذا العمل الاستثنائي الذي أنتج فريقًا قهر الصعاب وحقق آمال وتطلعات جماهير الهلال وواصل الزعامة والسيادة في سماء الكرة السعودية والقارية.