سلمان محمد البحيري
الحب لغة هذا الكون وهو اللغة المشتركة بين المخلوقات والبشر، فمن غيره لا توجد علاقات أو رحمة بين الخليقة، فهو قوام الروح وشريان حياتها.. فجسد بلا روح تحب فهو كبيت خرب فمن يحمل بين طيات فؤاده الحب لا يحمل بغضا وعداء لمجتمعه وأمته، لذلك حافظ على هذا الشعور في قلبك ولا تجعله يموت بسبب ما تواجه من خذلان أو صدمات أو من مصاعب الحياة! والحب لا يأتي إلا من قلب نقي يحب الآخرين، ولا يحب أن يؤذيهم ويحب للآخرين مثلما يحب لنفسه يحب الحيوانات والنباتات ويحب المكان الذي عاش فيه ولا ينساه ولا ينسى الناس الذين كانوا فيه يحب الطيور إذا رآها في الطريق ويطعمها ويسقيها ولا يروعها يتألم إذا رأى وردة أو شجرة تذبل ويتألم إذا رأى نخلة مهملة، فهذا الإنسان قد يواجه في حياته أناساً لا تعرف الرفق وحُسن الخُلق لذلك تظن أن القسوة والمعاملة السيئة للآخرين الذين يحبونهم بأنه قوة شخصية وجرأة ولكن عندما يهان هؤلاء من أشخاص أجلف منهم تجد هذا النوعية تخفض جناح الذل من الجبن فكن رحيما مع جميع الخلق، لطيفا مع كل عباد الله، وإن لم تستطع نفع إنسان فلا تضره، وإن لم تفرحه فلا تغمه، وإن لم تمدحه فلا تذمه، وإن لم تقف معه فلا تعن عليه، وإن لم تفرح بنعمته فلا تحسده، وإن لم تمنحه الأمل فلا تحبطه.. لا تكن جاف المشاعر، بخيل اليد، قاسي القلب، ولكن كن رحيما فـ»الراحمون يرحمهم الرحمن» وفي حديث عن عبد الله بن عمرو قال: قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الناس أفضل؟ قال: كل مخموم القلب، صدوق اللسان قالوا: صدوق اللسان نعرفه، فما مخموم القلب؟ قال: هو التقي النقي، لا إثم فيه ولا بغي، ولا غل، ولا حسد.