منذ أمد التاريخ البشري وقد دارت المؤلفات والأفئدة تتناقل رحلات الحج إلى بيت الله الحرام في مكة المكرمة، وزيارة المسجد النبوي، لتأتينا من كل فج عميق عجائب الروايات ممن زاروا هذه الأرض المباركة، التي تجمعت بين دفتي الكتب بفضل المؤرخين والكُتاب وزادت منذ تولي الملك عبدالعزيز مقاليد الدولة السعودية المباركة، ضمن سعيها المتواصل لتوظيف كافة جهودها وصولاً للذكاء الاصطناعي لتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، فأطلقت خلال حج 2021، سوار الحاج الذكي «نسك»، التي تقدمها الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي «سدايا» بالتعاون مع وزارة الحج والعمرة وبرنامج خدمة ضيوف الرحمن، بالشراكة مع مجموعة «stc» في سعي القيادة الرشيدة إلى توفير أرقى الخدمات والأمن والضيافة والاستقرار لحجاج بيت الله الحرام ليؤدي جميع الحجاج شعيرتهم دون أي معوقات، وتعمد هذه الخدمة مفهوم البيانات وإنترنت الأشياء وتشمل تنفيذ مراحل متكاملة؛ لتطوير نماذج الأعمال والأنظمة التشغيلية والفنية والتقنية للمشروع في تجربة نوعية لخدمة رحلة الحاج الدينية. وسط توقعات بزيادة أعداد الحجاج والمعتمرين خلال الأعوام المقبلة، مع اكتمال المشاريع التطويرية، كون قطاع الحج والعمرة يمثل محوراً رئيساً في رؤية المملكة العربية السعودية 2030، أحد برامج الرؤية لتكون تجربة الحج والعمرة والزيارة تجربة مميزة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وولي عهده الأمير محمد بن سلمان, رحلة إيمانية متكاملة، مع إثراء الرحلة الدينية بالتجربة الثقافية، ولتعكس الصورة المشرقة والحضارية في خدمة الحرمين الشريفين، وهي قفزة جبارة تتطلب جهوداً ضخمة وتنسيقاً موسعاً بين أجهزة وهيئات ومؤسسات الدولة خاصة الداخلية والخارجية.. كما تم في مبادرة «طريق مكة» التي طُبقت المبادرة تجريبياً عام 1438هـ، ثم جاء إطلاقها رسمياً عام 1439هـ لتُعمم بدول أخرى في عام 1440هـ.
لم يعد الحاج قلقاً من رحلته بعد الآن، لأن للمملكة تجارب ناجحة فريدة في تنظيم مواسم العمرة والحج، لتعكس قدرات السعودية الكامنة، وأداء رسالتها العظيمة على أكمل وجه.