رقية سليمان الهويريني
ترتفع أسعار المواشي سنوياً، وفي موسم الحج على وجه التحديد، ويمتد الغلاء حتى للخضار والمعلبات والحلويات والمخبوزات، وتسري للدواجن بل وتشمل حتى الأسماك استغلالاً لموسم الحج وتوافد ضيوف الرحمن، وحتى أوزان الخبز صارت تتناقص منذ زمن بعيد، حيث وصل عدد الأرغفة لأربعة بدلاً من ثمانية!! وللأمانة فإن وزارة التجارة قد وضعت ملصقات على جميع المحلات تحمل الآية الكريمة: {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ}، كما تضمنت رقماً للتبليغ عن المخالفات!
وبرغم الشكوى السنوية من ارتفاع الأسعار بهذا الموسم بالتحديد؛ إلا أننا لم نلمس تصرفاً مضاداً لكبح الأسعار استناداً على نظرية العرض والطلب. وأجدادنا يقولون: (دواء الغالي تركه) وقد يكون الاستعانة بالبدائل مجدياً، حيث وصل سعر الخروف إلى أكثر من ألفي ريال، وربما يتجاوز ذلك طالما ليس لدينا أمن غذائي وتربية للمواشي في ظل استمرار الجفاف أو الحروب في الدول التي نستورد منها. لذا لابد من إعادة النظر في ديمومة الإسراف في الذبح الجائر للأضاحي، حيث الملاحظ عدم الاكتفاء بأضحية واحدة للأسرة كلها، بل إن الأب ينحر أضحيته، والأم والجد والجدة عدا الوصايا والوقف!! ولا يتم توزيعها بحسب الهدي النبوي، بل تقام المآدب اليومية ليلاً ونهاراً طيلة أيام العيد، ومن ثم يشكو الناس من ارتفاع الكولسترول وأمراض القلب والسمنة والنقرس وغيرها من الأمراض المرتبطة بتناول اللحوم الحمراء.
وفي حين يحمّل بعض الناس أنفسهم عبئاً عندما يلجؤون للاقتراض أو التذمر من غلاء الأضاحي والدعاء بالويل والثبور على الغلاء! فإننا لم نتوقف قط ونراجع ثقافتنا الاستهلاكية المرتبطة خطأ بأمور شرعية قد تكون مغلوطة، حيث الأضحية سنّة مؤكدة وليست واجباً أو فرضاً، ويذبحها رب الأسرة في يوم النحر إحياء لسنة نبوية لم يلزم بها رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم أحداً من أمته رفقاً بهم وتيسيراً عليهم.
على أية حال، كل عام، وكل عيد أضحى والأمة الإسلامية، بل والعالم كله بخير وأمن وسلام!!