مسعدة اليامي - الجزيرة الثقافية:
صدر عن نادي نجران الأدبي الثقافي بالتعاون مع دار أثر للنشر و التوزيع
كتاب عن المسرح بعنوان المسامرات الناحبة , تراجيديات المحرقة و الأسر و الهِرَم للكاتب المسرحي صالح آل زمانان ويقع الكتاب في (120) صفحة
يتحدث الكاتب في القسم الأول من الكتاب المعنون بــ استلهام التراث في المسرح السعودي عن المسرح العربي منذُ إشراقاته الأولى في منتصف القرن التاسع عشر و كيف وظف التراث في الأعمال المسرحية, ثم عرج على تعريف التراث في عدة تعريفات التي منها الحصيلة الثقافية التي تتبلور فيها ثقافة و خبرات و حكمة شعب .
وذكر (32) مسرحية سعودية استلهمت التراث بشكل مباشر عند سبعة من الكتاب و الكاتبات وهم : ( محمد العثيم ـ يرحمه الله, فهد ردة الحارثي, عبد العزيز السماعيل,ملحة عبد الله,سامي الجمعان , ياسر الحسن , عباس الحايك) و ذلك بذكر عنوان النص و أسم الكاتب و نوع التراث المستلهم و المادة التراثية و العرض مع التوضيح بالمكان و سنة العرض و في حال لم يكن النص قد عرض يكتب في الخانة لم يعرض و ذلك من خلال جداول ساعدت على شرح ذلك, و ختم بــ يمكن القول: إن التراث كان من أهم مصادر الاستلهام المسرحي في النصوص السعودية, و هو حال يتشابه فيه مع مسرح الأقطار العربية.
أما الشق الثاني من الكتاب فيحمل ثلاث مسرحيات للكاتب و هي التي قد قُدمت على خشبة المسرح مسبقاً ,ألا و هي :مسرحية ملحمة الأخدود أو شعبً النار و الجنة و التي قُدمت بمنطقة نجران خلال مهرجان قس بن ساعدة الأول 2012م و كان العمل من أخراج سلطان الغامدي و شارك فيها أكثر من 100 ممثل و أكثر من 30 فني و مساعد.
المسرحية الثانية عذابات الكلاب الثاني أو عبد يغوث و لقد تم عرضها في مهرجان قس بن ساعدة الثاني 2014م بمدينة نجران حيث تم العرض على خشبة مساحتها 3500متر مربع للمسرح الروماني الذي لا يزال معلماً متجلياً إلى اليوم في حديقة الملك فهد, و أيضا كان العمل من أخراج سلطان الغامدي و شارك فيه أكثر من 200 ممثل و أكثر من 40 مساعد فني و من أبطال العمل الفنان خالد الحربي و الفنان نايف خلف.
المسرحية الثالثة و الأخيرة بالكتاب هي سُراة الشًعر و الكهولة أو لبيد بن ربيعة و لقد نفذت في مهرجان سوق عكاظ 2015م و كانت من إخراج فطيس بقنة و شارك في الأداء نخبة من الفنانين هم( إبراهيم الحساوي, تركي اليوسف, منذر الريحانة, نايف خلف, خالد صقر)
ومن الملاحظ على الأعمال أنها قدتم بعروض في فترات زمنية متقاربة ,ومع ذلك كان لكل واحدة توهجها و أثرها و سحرها الخاص على المتابع و خاصة أن الجمهور الذي حضر الأعمال كان كبير, بالإضافة إلى عرض الأعمال عبر البث المباشر , و من التقنية المستلهمة من الموروث بمنطقة نجران التي أسقطت على العمل لتمنحه طابع خاص( الزامل و المسحوب و التسفيل) و هي تقنية الخيال و الأحلام عبر تلك الأسطورة الشعبية , و كان لكل لون في العمل عمقهُ الخاص.