عند عتبة بيتها دمعتْ عيناها، رفعت بصرها إلى السماء مسرّةً حديث دعاءٍ بينها وبين نفسها، وهي كذلك شاهدت شجرة الليمون، تقطّعت أنفاسها متأوهة، تستلهم ذكريات معها وهي طفلة بضفيرتيها اللتين تسابقا الريح..!
دلفت الباب الخشبي بقوّة بالكاد يُفْتح، ألقت نظرةً خاطفة على مكان جلوس الناس في يوم عرسها يا الله! صرخت بداخلها مكان الحجارة المبرومة بعناية كما يقولون (هذا شُغْل عبد الله وفالح ) وحين ارتقت سلّماً على هيئة (صفاة ) تلك التي يضعها الدفّان على قبر من فارق الحياة ..!
وصلت إلى الدور الثاني لايزال ذاك الطين حاضناً حجارته متماسكاً إلا هي تشعر أن دمعها يتمايل كعمرها الذي ضاع في لحظة، دخلت عليّتها التي كانت مع أخواتها تشمّ ذكريات عبق تلك الليالي دون كهرباء سوى من فانوسٍ والفراشات حوله تطوف، تنهّدت والدموع تتطاير مع وشاحها الأسود، لفت حول نفسها، التفتت مودَعةً في مثواها الأخير من البصر عادتها مرتين!
حين وضعت قدمها على آخر حافة منها سقطت سقطة خفيفة، قامت نفضت عباءتها مغادرة!
جلست على عتبة الدار ، وحين كشفت عن ساقها إذْ؛ بعض دماء تغازلها، فأكملت البكاء، رفعت بصرها عالياً مرة ثانية، وإذا بيد حطّت رحالها على كتفها، توجّست خيفةً، ارتعش جسمها، حاولت أن تلتفت دون فائدة كأن على رأسها الطير !
في المرّة العاشرة لمحت بقايا الباب الكبير بدأ يتساقط عليها كالمطر ، هربت أخيراً بأعجوبة …
سطر وفاصلة
أحبّك يا هاء الغرام
يا نون السماء
يا قلم الجمال
يا كل النساء النساء !
أحبّك حين رأيتك
أحبّك حين تضحين
وتمرحين وتأكلين
ليتني حبيبتي بين فمك
تلوكني وحين تنتهين
أشرب ريق عسلك
يا جميلة المحيّا
والنظرة
ياه حبيبتي كم أشتاق إليك
يا راحة أجدها بين كفيّك
أحبّك أكثر أكثر من رملٍ
على شطّ بحر والشمس
تغازله
** **
- علي الزهراني (السعلي)