رَفْقًا يَا أَوْرَاقَ التُّوتْ
لَمْ يَبْقَ رِدَاءٌ يَسْتُرُ عَوْرَاتِي
سَقَطَتْ هَامَاتُ الجَبَرُوتْ
دَحْرَجَهَا العَارُ عَلَى الطُّرُقَاتِ!..
وَانْقَشَعَ النُّورُ الزَّائِفُ عَنْ ظُلُمَاتِي
مِنْ قِمَّةِ «سِيزِيفَ» هَوَيْتْ
وَانْتَحَرَتْ كُلُّ بَقَايَا أَفْرَاحِي
وَالصَّخْرَةُ حُلْمٌ لِجِرَاحِي
أَقْدَامِي تَتَعَثَّرُ فِي خَطَوَاتِي
أَحْلَامِي تَتَبَعْثَرُ فِي عَثَرَاتِي
وَتَمُوتُ الآهَةُ فِي مِبْخَرَتِي
وَتَجِفُّ الرِّيشَةُ فِي مَحْبَرَتِي
فَغَرَتْ أَفْوَاهُ الوَحْشَةِ
فِي مِشْكَاتِي...
وَتَبَدَّدَ ضَوْءُ المِصْبَاحِ
أُوقِدُ شَمْعَةْ
تُطْفَأُ شَمْعَةْ
وَرِيَاحٌ تَعْصِفُ عَصْفًا بِرِيَاحِ
نَضَبَ الزَّيْتُ بِمِسْرَجَتِي
وَأَضَعْتُ طَرِيقِي لِصَبَاحِي
زَيْفٌ.. زَيْفٌ
وَقِنَاعٌ خَلْفَ قِنَاعْ
وَحَفَرْتُ بِأَظْفَارِي حَتَّى القَاعْ
أَبْحَثُ عَنْ شَيْءْ...
عَنْ أَثْمَنِ شَيْءٍ ضَاعْ
لَكِنْ فِي أَعْمَقِ قَاعِ الْقَاعْ
حَدَّقَ فِي عَيْنَيَّ قِنَاعْ!!
** **
- شعر: عبد العزيز محيي الدّين خوجة