د.سماح ضاوي العصيمي
تشكّلت مجموعة البريكس عام 2006 نتيجة مفاوضات لدول الأعضاء البرازيل وروسيا والهند والصين، وعقدت أول مؤتمراتها الرسمية عام 2009 وانضمت إليها جنوب إفريقيا في عام 2010 كمنظمة اقتصادية وسياسية أبرز مستهدفاتها المعلنة استحكام الناتج الاقتصادي العالمي، والاستحواذ على التبادل التجاري للسلع والخدمات الدولية المختلفة، وقوة شرائية تريليونية، وتحفيز النمو المُستدام ومقاومة الكساد ومكافحة أسبابه، وتأكيد الأخذ بأساسيات اتفاقيات السوق العالمية وتجديد التنبيه عن النهج التجاري اللامسوؤل.فقبل عقد قمة المجموعة يتم إدراج قضايا رئيسية مُلحة حاضرة على جدول المجموعة ومناقشتها، ووضع آليات تعاون وخطط متطلعة لممارسات مستقلة إقليميًّا اقتصادية وسياسية قد تشكل عهدًا عالميًّا جديدًا.
قمة بريكس 2022 تعقد في ظروف عالمية استثنائية ألقت بظلالها على التحالفات والمصالح بين دول العالم؛ خاصة لأعضاء المجموعة فروسيا تخوض حربًا مع أوكرانيا لإقصاء الحكومة الأوكرانية القائمة واستبدالها بحكومة موالية لموسكو وتقاوم في الوقت ذاته عقوبات دولية حانقة، وضغوطًا اقتصادية غربية غير مسبوقة على السياسة الهندية، والتصريحات الصينية عن مؤشرات لعاصفة اقتصادية وأمنية بهندسة غربية قد تهب في أي لحظة.فآخر إحداثيات مجموعة البريكس: طرح الرئيس الروسي في آخر ظهور له حلولًا لمواجهة ما أسماه (الأنانية الاقتصادية) ومقترحات لنظام فعلي عالمي متعدد الأقطاب الاقتصادية والسياسية وحتى الثقافية؛ لضمان الموازنات التجارية ومخارج للأزمات الطارئة عبر شراكات حقيقية ومتجاوبة بشكل وثيق؛ ومنه أعلن العمل على عملة احتياطية دولية لحماية الأعضاء لأي اختلالات طارئة، وربط بنوك دول البريكس بنظام المراسلات المالية وفق إستراتيجية تحقق المرونة السريعة والأمن الاقتصادي لضبط طباعة الأموال والسيطرة عليها.
** **
- المدينة المنورة.