جداريةٌ مرسومةٌ على الجِدار..
أمعنتُ النظرَ إليها..
دَققتُ في تعابيرها..
تحملُ رمزيةً..
خارقةً لعنصرِ المكان والزمان..
هي لوحةٌ..
باتت قديمةٌ في نظرِ البعض..
لكنها لازالت تتصدرُ الجدار..
هي لا تكترثُ للسنينِ الخمسين..
التي قد مرت عليها وأكثر..
ألوانُها رغم الغبارِ..
لازالت زاهية..
تتضمنُ رؤيةً..
غير آبهة بالزمن..
تحوي صورةَ شابٍ..
لا يعرف الهَرم..
يَمتشقُ السلاحَ..
يَتمترسُ بجانبِ صَخرةٍ..
يبدو خلفهُ جذرُ زيتونةٍ..
ضاربةٍ جُذورها في القدم..
أغصانُها تَنشرُ الظلَ.
والدفءَ في المكان..
تَقرأُ عليها عبارةً..
تُعيدُكَ أكثرَ من..
نصفِ قرنٍ إلى الوراء..
(مواليدُ العام 1948م..
هم..
فدائيو العام 1968م..)
لازال هذا التعبيرُ..
راسخٌ في الوجدان..
المشهدُ باتَ يَتَكررُ..
أمامَ ناظريَ في كل لحظةٍ..
في كلِ يومٍ وفي كلِ عام..
هذه اللوحةُ..
جِداريةٌ تَتَصدرُ كلَ جِدار..
رغم تراكم غبار السِنين..
لكنها لازالت تحتفظُ بالروحِ..
والرمزِ والمعنى..
تحملُ الأملَ المتجَدِد فينا..
لِيكون مواليد كل عام..
هم..
فدائيون بعدَ عشرين عام..
هكذا أقرأُ..
ما تعنيهِ هذه الجداريةُ اللوحة..
إنها رمزيةُ الإيحاءِ والتعبير..
إنها الأمانةُ تنتقلُ من جيلٍ لِآخر..
نعم جيلٌ جديدٌ دائماً..
من الفداء في كلِ عام جَديد..
يحملُ الرايةَ..
جيلٌ مقاومٌ بعدَ جيل..
تستمرُ..
مسيرةُ الثورةِ والفداء..
تستمرُ مسيرةُ العودةِ..
مسيرةُ الثورةِ حتى النصر....!