عثمان أبوبكر مالي
حطَّمت إدارة نادي الاتحاد (الحالية) كل الأرقام السلبية التي سجّلت على إدارات النادي المتعاقبة خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا منذ بداية الألفية الثانية.
لم يسبق أن تسلَّمت إدارة (منتخبة) النادي واستمرت فيه ثلاث سنوات ولم تسجّل أي منجز فتحقق بطولة على الأقل، وتفشل في كل المسابقات التي شارك فيها الفريق، كما حدث مع هذه الإدارة طوال فترتها التي بدأت من منتصف شهر يوليو 2019م. وباستثناء البطولة العربية التي كانت من أسهل وأضعف النهائيات التي خاضها الفريق في تاريخه، لم يصعد الفريق مع هذه الإدارة منصة للتتويج ببطولة داخليًا أو خارجيًا، وضاع في عهدها بطولة دوري كانت في متناول الفريق؛ بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين هذا الموسم، يكفي أن الفريق كان متصدرًا للبطولة طوال 24 جولة، بدأها من الجولة الثالثة، ووصل الفارق بينه وبين أقرب مطارديه إلى أكثر من 15 نقطة بالتمام والكمال (مع المباريات المؤجلة) ووصلت سهولة تحقيق البطولة إلى أن الفريق يحتاج إلى الفوز في مباراتين ضد فريقين ينافسان على الهبوط (الفتح والطائي) من خمس مباريات لكنه خسر فيها عشر نقاط من خمس عشرة نقطة، كانت كافية لحرمانه من فرصة تحقيق اللقب، إضافة إلى خسارته (ذهابًا وإيابًا) من المنافس المباشر.
تتحمَّل الإدارة وبشكل كامل ورئيسي السبب فيما حصل للفريق في السنوات الثلاث وبخاصة الموسم الحالي، فهي فشلت في تهيئة اللاعبين وفشلت في التعامل مع الظروف التي أحاطت بهم وبخاصة فترات التوقف، ومن المؤكد أن (قمة الفشل) أن يكون أمام فريق متصدر ثماني فترات توقف في الموسم، ويفشل مسيروه في الاستفادة منها إلا مرة واحدة أقيم فيها (معسكر جبل علي) في خطوة يتيمة كانت صحيحة وناجحة لكنها لم تتكرر خاصة عند التوقف الطويل في عز الموسم، ومن خلال ما حصل للفريق واضح الفشل في السير بالفريق إداريًا وفي تهيئة الأجواء المناسبة للاعبين وصنع بيئة عطاء وعمل وروح أدائية متواصلة، والإدارة لا تعرف في هذا الجانب غير أمرين اثنين (مكافأة وجلسة عشاء)! ينشغل أكثر من فيه بالمقاطع والسنابات المضحكة، وليس في ذلك بيئة عمل وروح وأداء عملي، وأوضح صورة تؤكد هذا القول، ذلك المقطع الذي انتشر بين أحد اللاعبين مع نائب الرئيس (المشرف على الفريق) قبل مباراة الهلال وما قالاه فيه من كلام (كارثي) يفضح أسلوب العمل والقيادة ولغة التفاهم بين الإدارة واللاعبين حتى أمام الكاميرات، وما خفي أعظم.
وبالتأكيد الأخطاء ليست في العمل الإداري فقط، ولا في الإدارة (من بعد)، فهناك أخطاء المدرب الفنية الكثيرة والعديدة، لكن (كونترا) هذه قدراته وإمكانياته، وتجاربه وشخصيته، ويكفي للدلالة على هذا سقوطه (مغمىً) عليه على دكة البدلاء في مباراة الاتفاق، ولا أعرف كيف يكون وضع أي فريق وتعامله مع الضغوط، وقائده الفني يسقط (مغمىً) عليه، لكن هذه هي قدرات المدرب وإمكانياته وتجاربه، التي حذَّر الكثيرون منها قبل التعاقد معه بسبب سيرته التي تخلو من تجارب مشجعة، وكان وقتها الفريق مهيأ جدًا لتحقيق دوري، لكنه يحتاج إلى مدرب (يجيد) التعامل مع متطلبات ولحظات ومتقلبات ومباريات الدوري وصاحب تجربة في ذلك وهو ما لا يملكه (الروماني).
مع توفر كل معوقات العمل المذكورة طبيعي أن يسقط الفريق وإن تقدم أمام منافس شرس ومتمكن ويتحول بالفعل إلى (أرنب سباق) أمام أنظار جماهيره وبمباركة إدارته الموقرة، أفضل.
ما يمكن أن تقدمه الإدارة حاليًا أن تترك الفرصة لأسماء أكثر خبرة ودراية، من خلال (الجمعية العمومية) للنادي، فالمتبقي لها من أشهر لن تستطيع فيه أن تفعل أو تغير شيئًا مما لم تفعله في سنوات ثلاث فلتغادر (غير مأسوف عليها).
كلام مشفَّر
* بعقلية وعنجهية (الباب يفوِّت جمل) ونظرية وخيبة مقولة (اللي يشترينا نشتريه) لا يمكن للفريق - أي فريق - في العالم الفوز ببطولة أو تحقيق إنجاز (طويل أو قصير النفس)، فالأندية ليست أملاكاً خاصة للرئيس - أي رئيس -.
* البطولات تتحقق بالعقلية الرياضية والإدارة الحكيمة من الإدارة العليا والإدارة المباشرة مع الفريق متفرّغ للعمل بأمانة وإخلاص، وبمثل حكمة إدارة (نادي الهلال) مع لاعبيها جميعاً، والتي تقول لكل لاعب أساسي واحتياطي (النادي عين لك غطا، وعين لك فراش)، وليس الباب يفوِّت جمل!