صالح بن عبدالكريم المرزوقي
مدخل:
كنت قد توقفت عن الكتابة الصحفية منذ فترة إلا في نطاق ضيق ولكن صادف أن التقيت الإعلامي القدير الأستاذ محمد العبدي في مناسبة خاصة وخلال حديثنا سأل عن سبب توقفي فأجبته عن ذلك، علمًا بأن كتابتي للصفحة الرياضية كانت متقطعة حيث كنت منتظمًا بالكتابة للصفحة الشعبية آنذاك والحقيقة أن أبو مشعل إعلامي متميز وله مكانة خاصة لذا فليس هناك أفضل من العودة من خلال هذه المناسبة وهي تتويج الهلال ببطولة الدوري للموسم الثالث على التوالي في موسم مثير ظهر فيه الكبير ونفض ما في الجعبة وأثبت علو كعبه.
أعود إلى موضوع العنوان لأقول لعل من تابع الحديث الفضائي الذي أدلى به رئيس نادي النصر بعد مباراته مع الهلال وخروجه من كأس الملك في مرسول بارك يُدرك أن ذلك الحديث كان خارج أحداث المباراة وتداعياته كانت سابقة منذ الخروج الآسيوي على يد الهلال وفي الملعب نفسه وهو ما أحدث ردة فعل عنيفة لدى المدرج النصراوي خصوصًا أن سقف الطموح في الوصول إلى العالمية الحقيقية كان مرتفعًا لرمي جلباب الترشيحية، ومنذ ذلك الخروج والجو العام في غليان داخل الكيان نظرًا إلى الدعم المالي الوفير والإنفاق الكبير التي تمت للوصول إلى ذلك الهدف ومما زاد الطين بلة هو ضعف موقفهم في الدوري فجاء خروجهم من كأس الملك سببًا لإظهار المكبوت من خلال الانفلات الإعلامي الذي أعقب ذلك الخروج، وهذا الانفلات كان يهدف إلى أمرين:
الأول : إشغال الشارع النصراوي عن السبب الحقيقي لذلك الإخفاق أما الثاني والمهم فهو الضغط على الحكام فيما تبقى من منافسات الدوري لعل وعسى أن يقدموا شيئًا لهذا الجمهور المتلهف والصابر خصوصًا قد بيتوا النية لعدم جلب حكام أجانب، بحيث يجد الحكم المحلي نفسه تحت ضغط نفسي رهيب أثناء قيادته لأي مباراة يخوضها النصر، وقد نجحت الإدارة النصراوية في كلا الأمرين، بحيث انجر المدرج خلف بعض الإعلام النصراوي نحو التحكيم وتركوا الأمور الفنية والأخطاء الإدارية ورموا بكل ثقلهم بهذا الاتجاه بمساعدة لوجستية من التابعين من كارهي الهلال، مع أن هناك من محبي النصر من يدركون حقيقة الأمر، ولكنهم جاروا التيار في البداية لاستكمال وإنجاح الخطة التي تم حبكها للخروج من الأزمة، وهذا ما ظهر جليًا في المباراة التي جمعت النصر وفريق أبها في الدوري والتي أعقبت خروجهم من الكأس، حيث تم ارتكاب مجزرة تحكيمية في حق الفريق الأبهاوي فقد تم تهميش ثلاث ضربات جزاء لفريق أبها مع طرد لمدافع النصر بشهادة محللي التحكيم ومثل هذه الأخطاء التي حدثت من الصعب حدوثها خصوصًا بوجود تقنية الفار ثم تلاها مباراة الاتفاق التي حدث فيها ما حدث من طرد لثلاثة من لاعبي الاتفاق واستمر المسلسل ولكن هيهات لقد نجحت العملية ولكن المريض مات فقد جاء ذلك الجواد الجامح من الخلف بعد أن أنهى استحقاقه الآسيوي متوجًا بالبطولة واستعاد وضعه الفني بعد استبدال مدربة فجندل الصفوف واحدًا تلو الآخر حتى وصل إلى غريمه التقليدي ومنافسه الحقيقي فضربه في عقر داره وخطف منه الصدارة، وكان البعض من إعلام الاتحاد الواعي والمدرك يردد أن الخوف القادم يأتي من الهلال الذي كان وقتها في المركز الخامس ولم يهتموا بملاحقهم صاحب المركز الثاني لأنهم يدركون أن العقبة الكبرى أمام تحقيقهم الحلم هو الزعيم والقادم بقوة وبجعبته البطولة القارية، وهذا ما حدث حيث واصل الزعيم جموحه وأمسك بزمام الأمور وهو حينما يكون الأمر بيده لن يفلت منه بسهولة ولن يفرط بالبطولة أما الجار الذي كانت كل الترشيحات تصب في صالحه قبل بدء الموسم حيث ظنوا أنهم سيكوشون على كل شيء بسبب أن جل مقومات النجاح حسب نظرتهم قد حضرت ولم يبق سوى التهام البطولات التي ناضلوا من أجلها في كل اتجاه ولكنهم نسوا أو تناسوا أن المال وحده لا يجلب النجاح إذ لم يكن مقرونًا بالفكر كما أنهم تجاهلوا أن أمامهم معقل البطولات ومنجمها محليًاوخارجيًا الذي من الصعب تجاوزه حتى وإن زايدوا عليه في اللاعبين فانتصارهم كان وقتيًا سرعان ما تبخر عندما احتمى الوطيس وظهر المعدن النفيس.
لقد كسب الهلال بهدوئه والعمل بصمت، إضافة إلى ما يزخر به من نجوم كانوا على مستوى الأحداث وأثبتوا علو كعبهم على الجميع فكان حصاد الموسم ثريًا بالمكتسبات، وهذا سر الزعامة مما حدا بأهم الرموز الإعلامية للجار التغني بالهلال وإنجازاته في تحول لم يحدث من قبل، حيث لم يحصد الجار سوى التعب والخسائر والديون والقضايا خارج الملعب وأصبح ليس لهم سوى ترديد
غديت مثل معايد القريتين لا حاش خير ولا سلم من ملامه