كتب - عبد العزيز الهدلق:
ما حدث من تقلبات في المراحل الأخيرة لمسار دوري كأس الأمير محمد بن سلمان 2022 أصاب كل متابع بالحيرة حتى المتابعين من أصحاب الخبرات الطويلة. فلم يسبق لمثل هذه الأحداث أن جرت في أي دوري سابق.
ففي الثلث الأخير من الدوري بعد انقضاء 20 جولة كان فريق الاتحاد متصدراً بـ(47) نقطة وخلفه الشباب (40) نقطة، ثم النصر (38) نقطة. وفي المركز الرابع الهلال بـ(31) نقطة، مع فارق ثلاث مباريات مؤجلة. وفي تلك المرحلة كانت الترشيحات تتوج الاتحاد بطلاً للدوري. فالشباب المنافس على الصدارة كسبه الاتحاد في القسم الثاني من الدوري، والنصر بعيد وكسبه الاتحاد ذهاباً واياباً، فأصبح من الصعب عليهما اللحاق بالصدارة. فاكتفيا بالمنافسة فقط.
ولكن إدارة الهلال قامت بإجراء ترتب عليه اتخاذ قرارات عاجلة ومصيرية وأولها إقالة المدرب جارديم والتعاقد مع رامون دياز بشكل عاجل، ثم دعمت الفريق بالثلاثي ايقالو وبيريرا وميشيل، إضافة استقطابات محلية نوعية كسعود عبد الحميد والعريس والمالكي. ومن هنا بدأ التحول ليس على مستوى أداء الهلال الذي كان متعثراً، بل على صعيد الدوري كاملاً وكذلك الحضور الهلالي الآسيوي. ولم يكن وارداً في تلك المرحلة لدى الإدارة الهلالية مزاحمة الاتحاد على الصدارة وإزاحته من القمة فتلك معجزة، ولكن كان الهدف إصلاح وضع الفريق وتعديل مساره الذي كان متعثراً مع جارديم. فحدث مالم يكن في الحسبان، فقد انطلق الفريق الأزرق بسرعة الصاروخ، وأصبح يحقق النتائج الإيجابية بشكل مذهل، وبات يجمع النقاط كما لو كان جائعاً يلتهم الطعام بنهم، وقلص الفارق مع النصر ثم تجاوزه للمركز الثالث، وألحق به الشباب فقفز مكانه في الوصافة، ولكن بقي فارق النقاط كبيراً مع الاتحاد، رغم تقليصه. من (16) نقطة إلى (11)، ولكن عندما أصبح الفارق (6) نقاط. حدث مالم يكن بالحسبان. فقد اهتز الاتحاد، وبدأت ثقته في نفسه تتأرجح. وجاءت مواجهة الفريقين الفارقة في جدة، فتمكن الهلال من كسبها ليقترب بفارق (3) نقاط مع بقاء ثلاث مباريات في الدوري. هنا ظهر رئيس الطائي وأطلق تصريحه الشهير بأن فريقه سيقدم مباراة أمام الاتحاد ربما تغير بوصلة صدارة الدوري. وكسب الهلال مباراته أمام أبها، وحقق رئيس الطائي قوله فكسب فريقه الاتحاد بهدف وتغيرت بوصلة الصدارة، حيث اعتلى الهلال الصدارة في الجولة (28) بفارق المواجهات المباشرة. ثم الجولة (29) فاز خلالها الفريقان على الفتح والاتفاق. لتحتبس الأنفاس في الجولة (30) وتبدأ التوقعات بتغير حسابات البطولة. فأكد الهلال أحكامه على الصدارة وشدد قبضته على القمة فكسب الفيصلي في آخر مباراة، فيما واصل الاتحاد اهتزازه وتعادل على أرضه وبين جماهيره مع الباطن الذي كسب نقطة أنقذته من الهبوط.
وحلق الهلال باللقب الثامن عشر، ممتلكاً كأس الأمير محمد بن سلمان للأبد بعد أن فاز به ثلاث مرات متتالية، ورافعاً عدد بطولاته إلى (65) بطولة.