إن من الوفاء والإحسان وحفظ الود بين الناس علاقات الأصدقاء في المراحل الأولى من حياة الإنسان ومرحلة الصبا والشباب سواء اصدقاء الحارة من الجيران أو أقران المرحلة الدراسية.. فيأتي ناموس الكون وجبلة الحياة في الفراق والسعي لمتابعة مسيرة الحياة والكفاح والسعي لطلب العلم والرزق والانغماس بمتطلبات ومستجدات الحياة اليومية، وهذا أمر طبيعي وفطري وسنة كونية لطبيعة الحياة، ثم ما يلبث الإنسان أن يتوقف ويتبصر في مسيرته أين كان؟ الى أين وصل؟ أين هم رفاق رحلة العمر؟ كيف اصبحوا؟ وإلى ماذا صاروا؟.. فيستدعي ويتذكر تلك العلاقات الفطرية الصادقة الجميلة بجميع تفاصيلها.. الحارة، المدرسة، الرحلات، المشاكسات، ويبدأ في الحنين لتلك المراحل وأبطالها من رفقة منها ما يستحق هذه المساحة من ذاكرة العمر وعلى قدر من الشوق والاحترام لعودة التلاقي في نسيج العلاقات الاجتماعية، وغالباً ما يظهر ذلك الصديق الوفي البسيط ويجتهد لتجديد ومد جسور التواصل لجمع رفقة تلك المراحل التي تجد الاستعداد الفطري في نفوس الاصدقاء وعودة اللقاءات، أو كما تسمى محلياً (الدورية) وتأخذ موقعها من جدول دوريات الأخوة، العائلة، مجتمع العمل، الجيران، والدورات العلمية..و..و.
فنجد ملتقياتها المتعددة من مجالس كبار المجتمع، مجالس الأقارب والجيران و...،
وحقيقة هي سلوك ومظهر اجتماعي رفيع محبب للنفس ايجابي ينم عن عمق واحترام ومروءة واعتزاز في تكوين وحدة وطبيعة مجتمعنا الأصيل، وباب خير لتفقد احوال من حولنا والأخذ بيدهم في إكمال مسيرة البناء والتنمية والحياة الهانئة.
وتشكيل لبنة قوية في بناء الوطن ونسقه الاجتماعي ووحدته وترابط مكوناته بشتى اشكالها ومراتبها، فتأتي هذه اللقاءات لتجدد النشاط الحركي والاجتماعي وتحرك جمود الحياة اليومية وتُضفي عليها شيئاً من الحيوية والتجديد الإيجابي الجميل.
فشكراً رفقاء هذه المراحل ولهم مزيد من الاحترام والتقدير على نفض غبار الركود اليومي ورتابة نمط الحياة الطبيعي الذي يعتري نمط حياة الكثير منا.
ولهم منا كل التقدير والدعاء لمزيد من العطاء والوصل لحياة مديدة مفعمة بالود والجمال والحيوية.