تخرج الجامعات سنويًا آلاف الطلاب والطالبات في مناطق المملكة المختلفة، حيث ما إن تنتهي رحلة الدراسة والاحتفاء بحفل التخرج واستلام للوثيقة حتى تبدأ رحلة جديدة للبحث عن الوظيفة. وفي ظل التحول التقني الكبير أصبح التقديم على الوظائف إلكترونيًا بالكامل وهو ما يجعل الخريجين يتنقلون بين المواقع الإلكترونية للشركات أو متابعة حسابات المتخصصة للتوظيف أملاً في إيجاد فرصة وظيفية لهم.
وتعد معارض التوظيف الفرصة الأكبر للخريجين والباحثين عن عمل لمقابلة أكبر عددٍ من الجهات والشركات الراغبة في التوظيف، وخصوصًا عندما نتحدث عن تلك المعارض في المناطق والمدن غير الكبيرة.
وحتى لا تصبح معارض التوظيف مجرد تسويق للشركات أو فعالية شكلية تسجلها الشركة كرقم في سجل إنجازاتها دون أن يتم التوظيف الفعلي لهم، أقترحُ أن تتولى فروع صندوق الموارد البشرية «هدف» في كل مناطق المملكة الـ 13 الإدارية مهمة تشجيع ودعم إقامة معرض توظيف سنوي واحد يستهدف توظيف خريجي الجامعات وتخصصاتها في تلك المنطقة ويستهدف مشاركة الشركات الكبرى الموجودة في المنطقة، فمثلاً لو قلنا في منطقة المدينة المنورة، فالمفترض أن تشارك أي شركة أو جهة لها مشروعات أو منشآت كبرى في المدينة المنورة ومحافظاتها كالشركات الصناعية من ينبع والشركات السياحية من العلا وشركات الضيافة والفندقة في المدينة المنورة.
كما أتمنى أن تتولى وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الإشراف على معارض التوظيف ومتابعة نتائجها والتأكد من استكمال توظيف العدد المستهدف والإعلان عنه بعد نهاية المعرض. والتعاون بشكل مكثف لتكامل الجهود مع كل الجهات التي نجحت في تنظيم معارض التوظيف كالجامعات والكليات التقنية.
إن من أجمل التجارب التي حققت نجاحًا هي تجربة ملتقى شركاء نيوم والذي أسهم في توفير 1000 وظيفة لأبناء منطقة تبوك جاءت من قِبل الشركات المحلية والعالمية المتعاقدة مع نيوم، وهذه الوظائف لا تستهدف الخريجين الجدد بل حتى أصحاب الخبرات وقدم المعرض أيضًا خدمات أخرى كإنشاء السيرة الذاتية وتقديم نصائح لكيفية تجاوز المقابلة الوظيفية.
هذه التجربة الناجحة نحن بحاجة إلى تعميمها في كل مناطق المملكة لنضمن المضي قدمًا نحو تحقيق مستهدفات رؤية المملكة في تخفيض نسبة البطالة وتوطين الوظائف وتحسين جودة الوظائف الموجودة خصوصًا في المناطق الطرفية ونحقق المزيد من الإنجاز نحو تقليل الهجرة إلى المدن الكبيرة.