د.عبدالعزيز الجار الله
ارتبط تاريخ القصيم الاقتصادي والحضاري بعوامل عدة أبرزها:
- طرق الحج والتجارة والدعوة إلى الله:
إن طرق التجارة للجزيرة العربية فيما قبل الإسلام في الألف الأول قبل الميلاد وتحديدًا زمن الممالك العربية كانت تنقل التجارة إلى داخل الجزيرة العربية عبر طريق ميناء إبلة على رأس الخليج العربي قبل تأسيس البصرة بعهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الربع الأول من القرن الهجري الأول، وطريق البصرة أو طريق شط العرب يربط تجارة وحجاج العراق وشرق العالم الإسلامي: هضبة فارس إيران ودول آسيا الوسطى، ودول القارة الهندية قديم، إجمالاً شرق وجنوب شرقي آسيا، يربطها بالمدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر منطقة القصيم.
والطريق الآخر القديم والأكثر شهرة في الإسلام درب زبيدة أو الطريق السلطاني، طريق الكوفة الذي يربط بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية العباسية في فترة الربع الأول من القرن الهجري الثاني، بمكة المكرمة والمدينة المنورة عبر الطرف الشمالي الغربي لمنطقة القصيم، حيث يقع درب زبيدة شمال طريق البصرة ويوازيه عندما يدخلا الحدود السعودية من حد منطقة الحدود الشمالية.
كما تحولت الطرق إلى مسارات للدعوة الإسلامية حيث سلك الدعاة هذه الطرق لنشر الدين الإسلامي بأقطار الأرض وبخاصة بعد انكسار الامبراطوريتين في العراق وإيران، وفي الشام.
- رحلات العقيلات: وهي رحلات قديمة بدأت زمن الممالك العربية قبل الإسلام في الألف الأول قبل الميلاد، وكانت القوافل البرية تأتي للحج والتجارة عبر القصيم وتسلك مسار الدربين البصري والكوفي إلى المشاعر المقدسة وزيارة المسجد النبوي، والطرق التجارية ربطت تجارة الخليج العربي، بالبحر الأحمر، كما ربطت تجارة ممالك جنوب الجزيرة العربية، بممالك شمال الجزيرة العربية العراق والشام ومصر، أيضا تمر بالقصيم هذه القوافل للاستفادة من محطات طريقي الحج العراقي وشرقي العالم الإسلامي بالذهاب والإياب، إضافة إلى أنها ورثت تجارة عقيلات القصيم قبل الإسلام وبعد الإسلام للاستفادات منها في التجارة والفتوحات في عهد الخلافة الراشدة، وأدل (دليل مرشد) للجيوش، وحراسة القوافل، وكتائب أمنية في دولة الخلفاء الراشدين، وفي عهد بني أمية، والدولة العباسية والسلاجقة والمماليك وحتى زمن العثمانيين وربما استفاد منهم أمنيًا الدول الأوربية كجيوش لحفظ الأمن في الصحراء العربية، حتى توقفت العقيلات بقيام الدولة الحديثة بعد الحرب العالمية الثانية 1945م.