منال الحصيني
عبارة يكتبها (طلال) كلما توجه إلى جامعته في كل نهاية شهر...
تجتر قلبي فهو ابني وأخي وصديقي، تأخذني عبارته إلى غياهب الذكريات، إلى طفولته، ثم عنفوان مراهقته، إلى مواقفه المريبة التي سرعان ما أفهمها من تراقص عينيه.. ما زال يرتمي في أحضاني ليظهر طفله الداخلي.
حينها أعلم أن كلانا تأخذه دقات قلبه كمن يجيد الرقص على حافة الهاوية.
إنه الوجد والحنين، مهلاً أيها المهندس الصغير، ما هكذا تثير شجوني وتعصف أعماقي.
هل أقطع حبل أفكاره وأسأله عن تلك الزجاجة من العطر المفضل لي التي اعتاد عليها، وعن ذلك الوشاح الذي طالما ضممته معي بداخله كي أقيه برد الشتاء، حسناً إذهب لا تثريب عليك اليوم، ربما إنك تجدني فيها، فأنا كذلك مازلت أحتضن ملابسك كل مساء.
حينها انحنى ليقبل يديّ، وأخذ يسكب دموع ضعفه فوق صدري، وأخذ يستجدي نظرات الرضا من عيناي... تمتم قائلاً أشعر باكتمال رجولتي، لكني مازلت طفلاً أمامكِ.