علي الخزيم
قال قائل منهم وهو مسؤول الدبلوماسية بدولة غربية كبرى: قد حاولنا كثيراً مع السعوديين مناقشة حقوق المثليين ولكن دون جدوى، يا لها من شهادة ورميَة من غير رامٍ بنزاهة توجُّه قيادتنا الرشيدة وشعب المملكة بصفة عامة، وأن المرء ليعجب كيف يُعمي الهوى مسؤولاً كبيراً عن مهامه الأساس لينصرف لتتبع أحوال المِثليّين والشواذ جنسياً ويقحمها بأعمال السياسة والدبلوماسية، وهي لها من ينشط لها وينشرها دون الحاجة إليه، إنما هو العَشَى البصري الذي أحاق بهم لا سيما حين التطرق لهذه القضية مع قيادة كقيادتنا - أيَّدهم الله ورعاهم - فالأمر مختلف، ومهما قالوا فالقول عندنا بعون الله قيادةً وشعباً هو المواجهة بالحكمة والموعظة الحسنة والمحاورة بالتي هي أحسن كما أُمرنا، وهذا ما تم ويتم، وحين لم تُجْدِ هذه السبل كان الرفض العلني الساطع القاطع من لدن حكومة المملكة وعلى رؤوس الأشهاد وعلى منابر الأمم والدول، قرار شجاع وقول ثابت لا مواربة فيه ولا مراء، لا مِثليَّة ولا شذوذ بمملكة العزم والحزم والإنسانية، ورفضٌ لتوجه أي دولة أو جهة أو منظمة تدعو لذلك، فذلكم شرع الله ولا مبدل لكلماته.
كما أن الأغلبية الجماهيرية بكثير من البلاد التي تنزع نحو التحرر هبَّت بوجه ما يُسمَّى احتفالات المثليين والشاذين جنسياً، ومزَّقت صفوفهم تعبيراً عن تجريم مسلكهم وتحقير ميولهم، وشعوب وحكومات الدول العربية والإسلامية بصفة عامة ترفض هذا الانحراف الأخلاقي المنافي للطبيعة البشرية المخالف لشرع الله وناموس الكون، وإن ظهر أفراد مِمَّن يؤيدون التوجه فهم استثناء من القاعدة العريضة الراسخة المحاربة لهذا الانحدار، ويُؤسِف أن (قنوات يوتيوب) متخصصة بالأطفال والمراهقين ويمكن استقبال بثها بدول الخليج العربي تتعمد وبتركيز إغراء الأطفال لاقتناء ألعاب وملابس بألوان شعار الفئة الساقطة (الشواذ والمثليين)، وتبث ما من شأنه إيقاعهم بفخ الشهرة؛ وإنها تكمن خلف هذا الشعار، مستخدمين مفردات بسيطة خادعة جاذبة للصغار نحو المستنقع المُنتِن، كما تم استقطاب مجموعات لتقديم تلك العروض من بلاد عربية وبأسماء يعرفها ويحفظها الأطفال أكثر من معرفتهم لأقاربهم وجيرانهم.
أيها الشباب كافة: المسؤولية مُشتركة، يا أحفاد من نشروا الإسلام والعدل والمساواة، يا أحفاد من جاهدوا على صهوات الجياد، وظهور الإبل، وساروا حفاةً على الرمضاء داسوا الحصى والشوك والثعابين والعقارب لا يأبهون لخطرها خدمة للدين والعروبة ولتحقيق الأمجاد وحماية عُرى الإسلام وصيانة الأخلاق والأعراق، والذود عن حدود الأوطان بصيغتها العربية الإسلامية؛ كونوا حلقة أقوى بتاريخ يمتد إليكم فلا تخذلوا رموزكم الأجداد الأنقياء ذوي الشمم الأوفياء، جاهدوا بالكلمة مكتوبة ومحكيَّة؛ فتتوا مزاعم الطغاة المنادين أن الحرية بالشذوذ وبقية الأقذار، ومع (الحكمة والاتزان والصدق): لا تخجلوا، لا تيأسوا، لا يخذلنكم من يَصِمكم بالبداوة والتخلف الحضاري، بئس الحضارة القذرة التي يزعمونها لأنفسهم، لم يخجلوا من نشر مزاعمهم ونتَنِهم اللائق بهم، فانشروا وتحدثوا ووثقوا ما يليق بكم من الطهر والرقي والصلاح والاستقامة بكل توجهاتها، لا تخجلوا فأنتم بقلب وصميم التحضُّر السليم، وأنتم الأعلون بعون الله سبحانه.