عبد العزيز الهدلق
ليس جديداً علينا كإعلاميين ومتابعين ما سمعناه من مقيّم الحكام عبدالله القحطاني أن هناك تدخلات من شخصيات نافذة في عمل لجنة الحكام! وليس جديداً علينا ما قاله الحكم السابق ومقيّم الحكام الحالي سعد الكثيري أن نائب رئيس لجنة الحكام قد استقال من منصبه بسبب التدخلات في عمل اللجنة!! لقد سمعنا الكثير والكثير مما يندى له الجبين في عمل وأداء لجنة الحكام برؤسائها المختلفين وعلى عقود من الزمن! ومصادر تلك الأخبار والمعلومات هم الحكام أنفسهم. تدخلات صارخة ومن قبل رؤساء أندية معينة. مثلما قال الحكم سعد الكثيري إن زميله مطرف القحطاني قد تغير تكليفه من قيادة مباراة إلى أخرى بناءً على طلب وصل اللجنة من رئيس أحد الأندية.!!
حالات تدخل متعددة ومتكررة وتكاد تكون معتادة في لجنة الحكام. يتداولها الوسط الرياضي بالصوت والصورة لحكام يكشفون واقع اللجنة المزري.!
وأكثر من فضح واقع اللجنة المخجل هو مقيم الحكام عبدالله القحطاني الذي سبق أن ذكر قبل سنوات أن هناك حكاماً يقضون إجازات الصيف في الخارج برفقة رئيس أحد الأندية!! وأن فئة من الحكام عندما يكلفون لقيادة مباراة في المدينة التي يسكن فيها رئيس النادي ذلك فهم يسكنون في الفندق التابع له!!
بصراحة ما يحدث في لجنة الحكام ومنذ سنوات طويلة ضياع، وعبث، وتشويه، واستنزاف لموارد مالية وتبديد جهود اتحاد الكرة والأندية.
ومخرجات هذه اللجنة عبر دوراتها المختلفة هو خير دليل على الوضع المزري الذي تعيشه. فلا يوجد إرادة حقيقية للتطوير. رغم الدعم الكبير الذي يقدمه اتحاد الكرة ووزارة الرياضة، والذي كشف أن أعذار ضعف المكافآت ما هو إلا ستار لإخفاء الخلل الحقيقي. وهو ماقاله حكام اللجنة الكثيري والقحطاني وما أكدوه من تدخل نافذين في أعمال اللجنة وفي قدرة بعض رؤساء الأندية على تغيير الحكام كما يشاؤون!
في تقديري أن تطوير التحكيم المحلي لا يمكن أن يحدث إلا بحلول جذرية وليست جزئية. وذلك بأن يكون كامل طاقم لجنة الحكام وكذلك كامل طاقم دائرة التحكيم من الكوادر والكفاءات الأجنبية. فالتجارب أثبتت أن كثيراً من العناصر المحلية المتواجدة في اللجنة وفي الدائرة هم سبب الفشل. وهم المؤثرون في تسيير الرؤساء الأجانب.
فلابد أن يكون كامل طاقم اللجنة والدائرة من الكفاءات الأجنبية إذا أردنا إصلاحاً حقيقياً. كما أن المتنفذين يجدون طريقهم نحو التدخل من خلال بعض العناصر المحلية الموجودة في اللجنة.
أما إذا بقي الوضع على ما هو عليه رغم كل قيل ويقال عن وضع اللجنة فإن ذلك دليل على أن صاحب القرار راضٍ بالوضع القائم!! ولا توجد إرادة ولا رغبة حقيقية في التطوير.
زوايا..
** غياب حكامنا المحليين عن المحافل الآسيوية والدولية والعالمية منذ سنوات طويلة دليل على ضعف مخرجات اللجنة.
** تكليف الحكم محمد الهويش لإدارة مباراة الأهلي والشباب دليل متجدد على أن دائرة التحكيم تراعي قبول الأندية وعدم قبولهم لحكام معينين!!
** ضعف لجنة الحكام وهزال قراراتها ظهر بوضوح عندما رضخت للضغوط وتراجعت عن استدعاء حكم أجنبي لمباراة الهلال والاتحاد الأخيرة، ثم التراجع عن استدعاء حكم أجنبي لمباراة الأهلي والشباب.!
** ما يتعرض له الخبراء الأجانب في لجنة ودائرة التحكيم هو ترويض وتدجين حتى يصبحوا مطيعين وهينين لينين!! وفرهاد نموذج.
** للأسف إن لجان الحكام المتعاقبة ومنذ سنين طويلة تدار بنفس الثقافة والفكر المتوارث من لجنة للجنة.
** حكم دولي سابق الله يمتعه بالصحة والعافية سبق أن قال قبل أكثر من ثلاثين سنة في مقابلة صحفية إن أحد الحكام يحضر معه صناديق السمك والجمبري عند زيارته لمقر اللجنة في الرياض.!! وكان يحظى بالتكليفات المحلية والخارجية.!! ثم دار الزمن وأصبح صاحب السمك والجمبري هو سيد القرار في اللجنة.!!
** التحكيم المحلي لن يتطور إلا باقتلاع الفكر القديم المتوارث من خلال إبعاد كل العناصر المحلية التي تلوثت بتلك الثقافة لينشأ جيل جديد بفكر وثقافة جديدة ومختلفة تماماً. تواكب التطور والحداثة التي نعيشها اليوم في مختلف المجالات.