الفن الأدبيُّ، بأنواعه، مجال يقود الإنسان إلى الدهشة والإمتاع، فالأديب يقدم المتعة لنفسه أولًا، إذ يعبِّر عمّا يدور في خلده من فِكَرٍ، وما ينتابه من مشاعر، وما يجول في خاطره من معانٍ، بطريقة خاصة به.
فالأدبُ أشبه بحديقة غنَّاء وارفة الظلال وبها شتى أنواع الورد والزهر وثمرات الفكر، وللقارئ والمحب الحرية الكاملة في اختيار الوردة أو الزهرة أو الثمرة التي يفضّلها، والترويح عن نفسه، أو إمتاعها بما يجني من قطوف، أو إثراؤها بما يتخيَّر من الثمرات.
ومهمة الأدب عظيمة لمحبيه؛ فهو يحدث الجمال في نفوسهم.
وكل فن أدبي يحمل قيمة عظيمة سامية، وينقل الأحداث بطريقة بديعة بحتة، ويقدم كل شيء بصور بديعة وبطريقة مختلفة.
والكاتب والشاعر هنا مجرد محبَّين للأدب وشغوفَين به، ومن خلال القراءة المتعمقة أصبحوا فيما بعد كتّاباً وشعراء، في حين اكتفى بعض القراء بأن يكونوا محبين فقط، ونجدهم أصبحوا أكثر عمقاً في تحليل وفهم الجنس الأدبي الذي يهتمون به.
فالنصوص الأدبية تُحدث تأثيراً في نفوس القراء، وهي مصاحبة لكل تغيّرات تطرأ عليها، وأحياناً تكون لغة الشارع فتعبِّر عن واقع الناس وهموهم.
أتحدث هنا عن النصوص الجيدة وعن الأدب الرائع، ومن الطبيعي أنه ما دام هناك مهتمون وكتّاب وشعراء ونصوص تُطرح، فإن جودة النص ستتفاوت بين الجيد والأجود والرديء، لكن على المهتمين بالكتابة ألا يتوقفوا عن القراءة، والسعي إلى تطوير أدواتهم الكتابية، ومن أهم الأمور التي تساعد أي كاتب في تطوير نفسه هو نقده الذاتي لكل عمل قدمه، فيراجع ويمحص قبل النشر وبعده.
ولا أحد ينكر قيمة الأدب وتأثيره إلا من ملأ الظلام داخله وكان قلبه أقسى من الحجر.
فعلى مدار التاريخ الإنساني نجد قصصاً ومواقف لهذا الفن، وكيف أحدث التأثير وبدَّل مواقف حكام وتحكّم في أقوام.
كما نجده شاهداً على تقلبات الزمان، وأسهم في نقل الأحداث التاريخية التي عاصرها، على لسان الشعراء والكتّاب.
لذا فإن من واجب وزارة الثقافة والأدب والترجمة أن تُعنى بالأدب بأنواعه كافة، وأن تشجع الشباب على الإقبال على القراءة في الأدب، في محاولة لإنتاج أجيال من الكتَّاب والشعراء يثرون الساحة الأدبية بالجمال والإبداع.