إبراهيم بن سعد الماجد
الزيارات الثلاث التي قام بها صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لكل من: جمهورية مصر العربية، المملكة الأردنية الهاشمية، الجمهورية التركية.
والتي بدأت بجمهورية مصر العربية.. مصر التي تمتد العلاقة معها منذ توحيد المملكة العربية السعودية على يدي الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه - أي لأكثر من سبعة عقود.
(فالعلاقات السعودية المصرية بُنيت على أسس صلبة منذ أول لقاء جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، بالملك فاروق ملك مصر - رحمهما الله - عام 1364هـ الموافق 1945م ليكون حجر الأساس لعلاقة قوية وإستراتيجية، تزدادُ متانةً وصلابةً عامًا بعد عام، وصولاً إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - وفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية؛ لترتسمَ معالمُ المستقبلِ المشرقِ بين البلدين.
وفي عام 1945م وافقَ الملكُ عبدالعزيزِ بن عبدالرحمن رحمه الله على «بروتوكول الإسكندرية»، وأعلنَ انضمام المملكة العربية السعودية للجامعة العربية، وفي 27 أكتوبر عام 1955م وُقِّعَت اتفاقية دفاعٍ مشتركٍ بين البلدين، وقد رأس وفد المملكة في توقيعها بالقاهرة الملكُ فيصل بن عبدالعزيز رحمه الله.
وفي أثناء العدوان الثُّلاثي على مصر عام 1956م وقفت المملكة بكل ثقلها إلى جانب مصر في كل المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وتشهد العلاقات بين البلدين العديد من الزيارات العسكرية المتبادلة بين القادة والمسؤولين العسكريين وبشكل دوري؛ لتبادل الآراء والخبرات والمعلومات العسكرية والأمنية والاستخباراتية التي تهم البلدين.
وفي 16-3-1987م زار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - حينما كان أميراً لمنطقة الرياض آنذاك جمهوريةَ مصر العربية؛ لافتتاح معرض المملكة بين الأمس واليوم في القاهرة.
واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - في مارس 2022 بقصر اليمامة بالرياض، فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، حيث جرى استعراض العلاقات التاريخية الراسخة، وسبل تطويرها وتنميتها في المجالات كافة؛ بما يحقق مصالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتأكيد وحدة الموقف تجاه القضايا والتطورات الإقليمية والدولية.
وقد ارتقت العلاقات الثنائية بين المملكة ومصر، بدعم وتوجيه من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، وأخيهما فخامة رئيس جمهورية مصر العربية السيد عبدالفتاح السيسي، إلى مستوى الشراكة الإستراتيجية من خلال تأسيس مجلس التنسيق السعودي المصري، وإبرام حكومتي البلدين نحو 70 اتفاقيةً و»بروتوكول» ومذكرة تفاهم بين مؤسساتها الحكومية)
خلال هذه الفترة الطويلة كانت هناك الكثير من العواصف السياسية، التي بفضل لله لم تنل من العلاقات المتينة والمتجذرة بين البلدين، قيادة وشعبًا، فالشعب السعودي والمصري كانا مثالاً للأخوة العربية الإسلامية الصادقة، بل إن أواصر القربى تزداد عامًا بعد آخر، حتى لم يعد السعودي يشعر بالغربة وهو يقيم في مصر، ومثله المصري الذي يقيم في السعودية.
استثمارات ضخمة بمليارات الريالات لكبرى الشركات السعودية في مصر، وأكثر من مليونين من العاملين المصريين في السعودية في كافة المهن والحرف، ولا تجد قطاعًا من القطاعات إلا وهناك يد مصرية تعمل فيه بشكل أو بآخر.
الأخوة في مصر يقدرون مواقف القيادة السياسية السعودية التي دعمت ووقفت مع مصر في كل الظروف والأزمات، والتي كان لها الأثر الكبير، بل المفصلي في سلامة مصر من شتى الفتن والمحن والأزمات.
إن زيارة سمو ولي العهد هذه والتي تأتي في وقت لا شك أنه عصيب ليس على المنطقة فحسب بل للعالم أجمع، تؤكد على أمر في غاية الأهمية ألا وهو وحدة الصف، ووحدة الكلمة.
هذه الزيارة لها بعدها السياسي الجليّ وكذلك الاقتصادي بهذه الاتفاقيات المليارية بين الشركات السعودية والمصرية.