التابلاين كانت البداية حينما بدأ إنشاء الأنبوب في عام 1948م بأمر الملك/ عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود. وقد تم الانتهاء منه عام 1950م وبعد شهرين بدأ العمل وبدأ خط التابلاين عام 1950م عندما كان الأمير/ محمد الأحمد السديري أميرا لمنطقة الحدود الشمالية. وسميت بـ(التابلاين) ويعني ذلك (خط الأنابيب النفطي) نسبة لذلك الخط الرابط بين المنطقة الشرقية وميناء صيدا في لبنان.
بعد ذلك وعندما تكاثر سكانها سميت ببدنه نسبة إلى وادي بدنه وبعد فترة استبدلت (عرعر) نسبة لوادي عرعر وذلك لكثرة أشجار العرعر بالقرب من هذا الوادي والذي سمي عليه في ذلك الوقت وما زال هذا الاسم حتى وقتنا الحالي.
ما زالت مدينة عرعر تحت قيادة الأمير / محمد الأحمد السديري حتى سنة 1956-1957م حيث كانت في تطور سكاني وسكانها على علاقات قوية مع بعضهم البعض وهذا يعود لقوة الترابط بينهم. بعد ذلك وفي عام 1957م تم تعيين الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أميراً على منطقة الحدود الشمالية بعد أن كان أميراً لمنطقة القصيم حيث بدأت مدينة عرعر في تطور مستمر وازدهار مبهر حيث بدأت المدينة في التوسع العمراني وزيادة في النمو السكاني.
بدأت المنطقة بالزحف نحو التوسعة الجديدة بعد أن بدأت محافظة رفحاء مع البداية الفعلية لمدينة عرعر وذلك لتسهيل مهمة العمل في خط الانابيب النفطي حيث إن مروره من هذه المحافظة الريفية في ذلك الوقت.
بعد ذلك بدأت أنشطة المنطقة في الصعود وارتفاع في التعداد السكاني نظير العمل في هذه المشروع الذي بدأ بتجمع السكان في مواقع مروره وقد نشأ عن ذلك مدينة سعودية جديدة سميت (رفحاء) وذلك عام 1949-1950م.
بعد هذا النجاح لهذا المشروع المبارك بدأت منطقة الحدود الشمالية بالتوسع الجغرافي بقيادة الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود. حيث ظهرت مدن ومحافظات وقرى جديدة بفضل الله ثم بفضل حرص القيادة الرشيدة على تنمية البلاد في توسعة نطاقاتها العمرانية والسكانية والبحث عن الأيدي العاملة في ظل المشاريع الموجودة في المنطقة آنذاك. بدأت منطقة الحدود الشمالية (عرعر) في جذب العاملين للعمل في خط أنابيب التابلاين وفروعها في المنطقة حيث بدأت بكسب الشهرة بعدما تجاوزت التوقعات حيث أصبحت أكبر خط نفطي في العالم وهذا يعد إنجازا عظيما آنذاك.
بدأ السكان بازدياد وذلك لكثرة الوظائف العمالية في هذا المشروع ومع مرور الوقت بدأت الوزارات بافتتاح بعض القطاعات في المنطقة وأصبحت في تطور لا نظير له مع وجود القوى العاملة في المنطقة. بعد ذلك بدأت المنطقة تشهد تطورا سريعا بقيادة الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود رحمه الله حيث أنشئ في عصره الكثير من المستشفيات منها مستشفى عرعر المركزي ومستشفى الامير / عبدالعزيز بن مساعد وجامعة الحدود الشمالية ومدينة الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد الرياضية والعديد من المراكز والفروع والصناعات في مدينة عرعر ومحافظاتها.
أثناء عهد الأمير/ عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود شهدت منطقة الحدود الشمالية ومحافظاتها (رفحاء - طريف - العويقيلة) بالإضافة إلى المراكز والقرى التابعة لها نموا وتطورا وازدهارا امتدت ما يقارب (60) عاما وما زالت في سباق مع الزمن وذلك بعد أن تم تعيين الأمير/ مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز بن مساعد آل سعود أميراً لمنطقة الحدود الشمالية خلفاً لوالده في عام 2015م حيث بدأ نشاطه في تطوير المنطقة بافتتاح بعض المراكز التعليمية والعملية والتنموية والتطوير الثقافي والبيئي وتحسين الخدمات العامة في فترة قليلة لم تتجاوز العامين.
بعد ذلك وفي عام (2017م) صدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بتعيين الأمير/ فيصل بن خالد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أميراً لمنطقة الحدود الشمالية.
منذ قدومه حفظه الله للمنطقة بدأت السعادة على الأهالي بعدما لاحظوا التغيير الذي بدأ به سموه الكريم في إدارته لهذه المنطقة حيث قام بجولاته التفقدية السريعة للمدن والمحافظات والمراكز والقرى التابعة للمنطقة والعمل على دراسة موسعة لكل ما تحتاجه من الخدمات العامة.
بدأت المنطقة في تطور كبير بعد متابعة سموه الكريم شخصيا ولقاءاته المستمرة مع المسؤولين في جميع القطاعات.
وكانت أهم الأولويات لدى سموه الكريم تطوير الخدمات الصحية في المنطقة ومحافظاتها والقرى التابعة لها حيث افتتح سموه الكريم مراكز طبية متخصصة في المنطقة وهي: مركز الأورام - مركز أورام الأطفال - مركز اضطرابات النمو والسلوك - مركز السمنة. وكانت بحاجتها المنطقة مما خفف من معاناة المرضى.
وكذلك تدشين برج الشمال الطبي وتدشين مركز شركة ديافرم المتكامل لرعاية الكلى. والكثير من المشاريع الصحية منها مشروع تطوير مركز صحي العزيزية وافتتاح مستوصفات خاصة في بعض المحافظات وذلك لخدمة الأهالي في المحافظات.
ومن ضمن المشاريع في حقيبة سموه الكريم تدشين مشاريع الطرق في مدينة عرعر ومحافظة رفحاء.
حيث كان سموه الكريم حريصاً على المشاريع التنموية وذلك لراحة المواطن والمقيم.
ويعد مشروع تطوير مطار عرعر من المشاريع المهمة في المنطقة وذلك لخدمة سكان المنطقة وزوارها. وكذلك تدشين سموه الكريم الملتقى الأول للجمعيات الإعلامية على مستوى المملكة.
ومن مشاريع الترفيه والمهرجانات فقد أقيمت الكثير من مهرجانات الترفيه في المنطقة منها (عيدكم شمالي) والذي جذب الكثير من الزوار لمدينة عرعر ومهرجان الخزامى ومهرجانات الأهالي المختلفة في المدينة ومهرجان بازار رفحاء الأول. ومن ضمن المهرجانات الشهيرة في المنطقة مهرجان الصقور بطريف والذي سجل أرقاما مميزة في الحضور من جميع الفئات وذلك للاستمتاع بمشاهدة هذه الهواية الجميلة.
ما زالت منطقة الحدود الشمالية في تطور مستمر بفضل الاهتمام المتواصل من سموه الكريم وتشجيعه للكفاءات الوطنية وحث الشباب على العلم والمعرفة بلقاءاته المستمرة معهم حتى في كل مناسبة يلتقي بهم ويتحدث معهم وما زالت كلمته الشهيرة على لسانه عند كل لقاء بشباب المستقبل (أنتم عماد اليوم ورجال الغد وقوة المستقبل).
** **
- زايد المرشد
@najd7890
najd7890@hotmail.com