في هذه العجالة إن الحديث عن الملك سعود بن عبدالعزيز (رحمه الله) (1319 - 1388هـ) ليس حديثًا عابرًا بل هو صفحة ذهبية من صفحات ملوكنا الأبرار وهو المؤسس الثاني بعد والده الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) ومن هنا نتحدث عن شخصية بارزة وعامة في تاريخ المملكة المعاصر حيث تمر على وفاته خمس وخمسون عامًا حيث ترك صفحة ذهبية بإنجازاته داخل الوطن وخارجه والكثير منا لا يعرف بأن الملك سعود (رحمه الله) له إنجازات كبيرة داخل الوطن وخارجه فحكمه دام أحد عشر عامًا أفنى وقته وصحته من أجل هذا الوطن ووضع خطط التنمية والبنية التحتية داخل الوطن حيث كان يسابق الزمن بذلك، ولا ننسى رحلاته خارج الوطن حيث قام بأكثر من خمسة وثلاثين رحلة دولية رسمية والتوقيع على كثير من المعاهدات الدولية حتى أصبحت المملكة لها سمعتها ومكانتها الدولية بذلك. فالحديث عن إنجازاته وتاريخ حكمه لن نوفيه حقه في هذه المقالة.
ومن بعض إنجازاته داخل الوطن نجد التعليم والصحة ورعاية وخدمة الحرمين الشريفين.
فالتعليم هو الركيزة الأولى لهذا الوطن حيث أصدر أوامره الكريمة ببناء المدارس في جميع مدن المملكة وجعل التعليم نظاميا حيث وضع المناهج الدراسية الحديثة وقام باستقدام المعلمين من خارج المملكة وأصدر أوامره بإنشاء مدارس محو الأمية بالمملكة وأصدر أمره الكريم بإنشاء خمسة معاهد زراعية في عدد من مدن المملكة (1375هـ) وتم إنشاء المعهد الصحي للبنين (1379هـ) تحت إشراف منظمة الصحة العالمية، وقام بوضع حجر الأساس ببناء مستشفى الملك سعود بالرياض (1376هـ) بسعة 400 سرير وهو الآن تحت مسمى مدينة الملك سعود الطبية بسعة 1400 سرير حيث لاقى شهرة واسعة داخل المملكة ولا ننسى وقوفه ودوره الكبير برعاية وخدمة الحرمين الشريفين التي شرف الله حكامنا بالوقوف عليها وخدمتها على مدار الساعة حيث قام الملك سعود -رحمه الله- بوضع حجر الأساس بتوسعة الحرم المدني بعد وفاة المؤسس الملك عبدالعزيز (طيب الله ثراه) بأحد عشر يوما بحضور وفود عربية وإسلامية وفي عهده تم توسعة الحرم المكي (1375هـ) على ثلاث مراحل حيث تم بناء عدة طوابق للحرم المكي حيث تم وضع بناء خاص لسقيا مياه زمزم، وكان الملك سعود يقف بنفسه ويطلع على ما تم إنجازه من توسعة الحرمين الشريفين.
إذن نحن أمام ملك سار على نهج والده المؤسس ومن بعده اخوانه الملوك البررة رحمهم الله، لتبقى بصماته الذهبية لتاريخنا المعاصر. وبالله التوفيق..