عبده الأسمري
من أعماق «الحصافة» إلى آفاق «الطوافة» ومن متون «العصامية « إلى فنون «الدبلوماسية « ركض بأنفاس طويلة في «ميادين» النماء ونثر «نفائس» أصيلة في «مضامين « الانتماء..
اعتلى «صهوة « السياسة وانتشى «حظوة « الكياسة ليرتب «مواعيد « الإنجاز على أسوار «العزيمة «..
تجاذب مع عراقة «الإرث» وانجذب إلى طاقة «الذات «فكان «سر» أبيه و»جهر» أسرته..الذي حول «وقع» التأثر إلى «واقع» التأثير فاكتمل في مسيرته «الاعتزاز» بدرًا أضاء دروب «المنافع « وأنار مسارب «الوقائع»..
أنه سفير السعودية السابق لدى دول إندونيسيا والصومال وعمان الدبلوماسي الخبير عبدالله بن عبدالرحمن عالم أحد أبرز رجال الدولة والسفراء والدبلوماسيين.
بوجه تطغى عليه التفاصيل الحجازية وعينان واسعتان تسطع منها نظرات «الوعي « وتقاسيم مألوفة يطغى عليها «الذكاء» و»الدهاء وملامح مكاوية» خليطة من الطيب والمشيب الذي زاده بهاءً وزهاءً وشخصية تتوارد منها «سمات «الحنكة وتتجلى فيها «صفات» الحكمة وأناقة وطنية تعتمر «البياض» تتكامل على «قوام» فاخر الحضور في مناسبات «الوطنية» وبذل منوعة تتماثل في «مقام «زاخر» الحضور في منصات «السياسة « وصوت جهوري ترتقي فيه»عبارات « الدبلوماسي وتتمايز خلاله «اعتبارات» السياسي وتعلو منه «نبرات» المثقف وتسمو وسطه «عبرات» العطوف قضى عالم من عمره أكثر من خمسين عامًا وهو يؤسس «أركان « التميز ويؤصل «أعمدة « الامتياز في شؤون «السفارات» ويكتب للأجيال «حقائق» السداد و»طرائق» الانفراد في مراحل عمر اتسمت بالكفاح وتكللت بالنجاح وتجللت بالفلاح منذ أن بدأ مطوفًا وتميز موظفًا وامتاز ملحقًا وانجز سفيرًا في مسيرة تنبع بإضاءات «الاقتداء» وتسطع بإمضاءات «الاحتذاء».
في حارة «الشبيكة» المأهولة بالعلماء والفقهاء وسط مكة المكرمة ولد في يوم عرفة عام 1357 فتجلت البهجة في اتجاهين باليوم المشهود والمقدم الميمون وتفتحت عيناه على أب كريم ملأ قلبه بأصول «التوجيه « وأم متفانية غمرت وجدانه بفصول «التوصية «وارتبط مبكرًا بمهنة «والده» الذي كان يعمل مطوفًا شهيرًا فتعلم في طفولته خدمة الحجاج وضيافة المعتمرين فنمت في قلبه «موجهات» السمو الديني وتعمقت في داخله «تباشير» الهمة و»تعابير» المهمة فنشأ مخطوفًا إلى السخاء الذاتي الذي تعلم توزيعه مع إخوته وأهالي الحي ببذخ وأنس وفخر على قاصدي الحج والعمرة..
ارتكن عالم إلى «دلال» باكر ناله بحكم صغره عن ثلاثة إخوة من الذكور وخمس أخوات من الإناث فظل يفضي إلى «أسماع» والديه المتطلبات والأمنيات النابعة من «نباغة» مبكرة والتي كانت تواجه بالفخر والسرور من والده الذي علمه فضل «التقوى» ونبل «الامتنان «ووالدته التي دربته على علم «اليقين» وسبل «الحنان».
ركض عالم طفلاً مع أقرانه بين أحياء الشامية وجرول والحجون وتعتقت نفسه بعبير الطهر وتشربت روحه أثير التقى وابتهجت أعماقه برياحين زمزم وجالت نظراته نحو «المتعة» البصرية في صحن الطواف وحجر إسماعيل ومسارات الصفا والمروة واعتمرت أسماعه الألحان «السماوية « من مكبرات الحرم المكي الشريف فتجلت في ذاكرته «مشاهد» الحسنى في دعوات «الهاجعين» أمام الحطيم وابتهالات الخاشعين حول «الحجر الأسود» والتي منحته «عطايا» التروحن مع المكان وهدايا «التمكن» عبر الزمان..
درس عالم في كتاب الفقيهة «عزيزة « وبدأ تعلم حروفه الأولى على ألواح الخشب وحفظ على يدها بعض سور «القرآن الكريم» ثم التحق بالمدرسة الفيصلية ثم مدرسة تحضير البعثات وبعد الانتهاء منها كان ينوي الالتحاق بالطيران الحربي إلا أن بعد نظر والده حول مساره للعمل في ديوان وزارة الخارجية التي عمل بها عام 1376 ثم التحق بعدها مسؤولاً عن الشؤون المالية والإدارية في سفارة السعودية في القاهرة من عام 1380-1382 وانشغل بالدراسة المسائية مع العمل الصباحي، حيث بدأ دراسته في علم الاجتماع ثم تم نقله إلى بيروت عام 1382 بعد انقطاع العلاقات السعودية المصرية حينها ثم انتقل إلى العمل في السفارة السعودية بلبنان ثم حصل على درجة الليسانس من قسم الفلسفة والاجتماع من جامعة بيروت العربية وتعين ملحقًا سياسيًا بالسفارة حتى عام 1386 وعاد إلى العمل في ديوان وزارة الخارجية ثم تعين نائبًا لرئيس بعثة الوطن في جمهورية نيجيريا ثم اليابان ثم السودان في الفترة من 1388 وحتى عام 1398 ثم تم تعيينه في منصب رئيس إدارة الدول العربية بديوان عام وزارة الخارجية حتى عام 1401 ثم تعين نائبًا لرئيس وفد المملكة لدى جامعة الدول العربية في تونس من عام 1405-1408 ثم صدر القرار بتعيينه سفيرًا للسعودية لدى جمهورية الصومال ثم سفيرًا لدى الجمهورية الإندونيسية عام 1413 وأمضى فيها 13 عامًا ثم تعين سفيرًا لدى سلطنة عمان وظل في منصبه حتى عام 1428 وشغل عالم منصب الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بمنظمة التعاون الإسلامي.. وحصل عالم على دورات سياسية متخصصة من جامعة جون هوبكينز..
شارك عالم ضمن وفود المملكة في عدة مؤتمرات ومحافل خارجية ومثل الوطن في عدة مناسبات وقام بدور كبير للوساطة بين الأطراف المتنازعة في الصومال وحصل على عدة أوسمة وله العديد من النشاطات والعضويات في عدة جهات وله عددٌ من الدراسات السياسية والاجتماعية وأصدر كتابًا عن سيرته أخيرًا بعنوان «تأملاتي وحصاد السنين « في 416 صفحة تضمن محطات حياته الحافلة بالبصمات والإنجازات..
عبدالله عبدالرحمن عالم..السفير المؤثر.. والدبلوماسي القدير الذي خلّد اسمه في قوائم «الكبار» وتأصلت أعماله ومآثره في مقامات «الاقتدار ومهمات «الاعتبار».