في مشهد إنساني جليل ومؤثر، وبعطاء القلب الكبير، وحُنوّ الأب، عانق صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز آل سعود أمير منطقة تبوك والد إحدى خريجات جامعة تبوك مهنئاً له بتخرج ابنته، بعد أن التمست ابنته من الأمير حضور والدها؛ لأخذ صورة تذكارية مع سموه، كنوع من التعبير في الشكر بعد أن حصدت النجاح.
الطالبة الخريجة، التي حرص سمو أمير المنطقة على تحقيق رغبتها وطاعة حالتها الفرائحية وجبر خاطرها، واحدة من عشرات المواقف التي حدثت خلال رعاية سموه حفل خريجي وخريجات جامعة تبوك السادس عشر، وذلك بمدينة الملك خالد الرياضية بتبوك خلال الأسبوع الفائت.
ولن أزيد على موقف سموه من ذلك الطالب الخريج والطالبة الخريجة، حيث ألقيا كلماتهما الارتجالية والفصيحة نيابة عن زملائهم وزميلاتهن أمام سموه، أثّرت كثيراً في قلوب المواطنين وبالغ الأثر الجميل في قلب الأمير فهد بن سلطان، فقام ابن سلطان بإبداء إعجابه والإعراب عن استحسانه لأداء الطالب والطالبة، وعندما استلما شهادة التخرج، أهدى الطالب قلمه الخاص، وأهدى الطالبة مسبحته الخاصة، وسط تصفيق حار من الحاضرين.
ولن أزيد أيضاً على مشهد دمعاته التي تجلت فيها مشاعر الأبوة الصادقة ورسالة البهجة بتحقيق أبنائه الطلاب والطالبات لأمنياتهم، ولن أزيد في الأخير على ارتفاع يده بالسلام المرتفع للخريجين والخريجات بقلب مندفع لم يضق، بل اتسع لأبنائه وبناته الخريجين والخريجات الذين شعروا بحبه الذي فاق كل الحدود.
ولا يتوانى فهد بن سلطان عن استقبال المتميزين من المنطقة، ففي بداية هذا الشهر استقبل إحدى الطالبات بمناسبة فوزها بالمركز الثاني على مستوى العالم في مسابقة الحساب الذهني العبقري الصغير، التي أقيمت مؤخراً في جمهورية مصر العربية بمدينة شرم الشيخ، وقام بتقبيل رأسها، وأهداها قلمه الخاص.
تلك المواقف يفرح القلب بها، وتعيش الحروف والمشاعر والأكف أزهى أوقاتها، تحت ظلال طيبة أصيلة وتواضع فريد وتحفيز دائم وبث للإيجابية وصناعة للأمل.
هذا الأثر العظيم حول أجيال المستقبل، قاده فكر متفرد في العطاء والإنسانية، رسّخ من خلاله سمو الأمير فهد بن سلطان النهج والأسلوب للقيادة الرشيدة - أعزها الله - في دعم التعليم وأهله، أنموذجاً يحتذى في اللحمة الوطنية ونشر الإيجابية والتواصل بين الراعي والرعية والقيم الإنسانية النبيلة، وباتت رعاية سموه لذلك الحدث، رعاية كريمة تعكس بوضوح تقدير سموه للجامعة وتترجم بجلاء اهتماماً مستنيراً من رائد نهضتنا الحديثة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - يحفظهما الله - بالإنسان، واعتباره الثروة الأهم والاستثمار الأنفع.
وتقرير الأعمال السنوي لجامعة تبوك هذا العام، جاء مبشراً ومحفزاً للاعتزاز والفخر، بعد أن تم تصنيف جامعة تبوك في المرتبة السادسة محليًا ومن بين أفضل 500 جامعة على مستوى العالم في تصنيف جامعة تايمز للتعليم العالي العالمية 2022، كما تقدمت الجامعة في تصنيف التايمز لأفضل الجامعات الناشئة في العالم التي يقل عمرها عن 50 عاماً، حيث احتلت المرتبة الثالثة محلياً و 134 عالمياً، من خلال فكر شمولي تعليمي متطور، فجامعة تبوك تتبنى الكراسي البحثية والعلمية لاستخدامها ليس فقط لأبناء وبنات منطقة تبوك ولكن أيضاً لأبناء وبنات مناطق المملكة الأخرى، كما أن للجامعة جهوداً كبيرة تبذلها في المجالات العلمية والبحثية، فضلاً عن مشاركتها في المحافل القارية والدولية.
منجزات عظيمة في جامعة تبوك، تحققت بفضل الله، ثم بدعم وتوجيهات فهد بن سلطان، وإيمانه بالدعم نهجاً وبتشجيع أبنائه الطلاب والطالبات أثراً يعود نفعه على الوطن، وليس أسمى فكراً وحكمة من قول سموه: « إن التعليم أصبح أساسياً في حياة الأمم، وإن التعليم العالي يتطور مع ما يتطلبه الزمان، وأنه يجب أن يتماشى مع ما هو متطور في العالم ليس بالتقنية فقط ولكن بتطور بالعلم «، مبشراً بسعي دائب: « إن بلادنا لديها الإمكانيات للوصول بالتعليم العالي إلى مراكز مرموقة بالمملكة «.
فالتكامل بين عناصر العملية التعليمية والحرص على توفير البيئة التفاعلية الجاذبة للأبناء الطلبة، وكذلك الاهتمام بجودة مخرجات العملية التعليمية كما يؤكد فهد بن سلطان، هو الخيار الأمثل من أجل غدٍ أفضل للوطن، بل يصف سموه بأروع الكلمات ما تقوم به قيادة هذا الوطن الرشيدة بقوله: « ميزانية بلادكم معظمها موجهة للتعليم».
فخرنا البالغ جميعاً بفكر قيادتنا الرشيدة وقيمها الإنسانية السامية، وما يقدمه أميرنا فهد من مساهمات حضارية نوعية ومتفردة، بدعم التعليم والعناية بأبنائه الطلاب والطالبات وتحفيزهم في أولى خطواتهم لسوق العمل وخدمة دينهم ووطنهم وولاة أمرهم.