عوض مانع القحطاني - الرياض:
فيما بدأت منظومة رئاسة الحرمين تنفيذ خطتها التشغيلية لموسم الحج ميدانيًا لاستقبال مليون حاج؛ متزامنة مع حملة «خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا في عامها العاشر»، تحت شعار «الجودة والريادة في حسن الهداية وتميز الرفادة وكرم الوفادة»، لتكون محفزة لمنسوبي الرئاسة ومنسوباتها للتنافس في خدمة ضيوف الرحمن؛ أعطت الرئاسة الأولوية في خطتها لرقمنة الخدمات والتقنيات الحديثة والتطبيقات الذكية والروبوتات الآلية لتمكين القاصدين وتسهيل أداء مناسكهم؛ إلى جانب أنسنة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
وأكد الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس أن رئاسة الحرمين وأمن الحرمين الشريفين وقاصديه خطوط حمراء، مؤكدًا أن الرئاسة حريصة على أنسنة عمل منظومة الحرمين الشريفين في الحج.. ولم يكن حديث الشيخ السديس حول أنسنة الخدمات تصريحًا عابرًا كونه ردفه ذلك عمليًا بعد إطلاقه الخطة والتي أكد أنها تتمحور في الأنسنة والرقمنة والحشدنة والأتمتة.
وسارع الشيخ السديس بالقيام بسلسلة من الجولات الميدانية بحضور قيادات الرئاسة، لضمان تنفيذ مفهوم الأنسنة على الخدمات المقدمة في رحاب البيت العتيق خصوصًا لفئة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة من الحجاج وتعظيم «مبادرة إنسانيون» لإرسال رسالة الحرمين الإنسانية للعالم . ولتنفيذ المبادرة على الأرض أعطت الرئاسة أولوية قصوى لكبار السن وقام الشيخ السديس بتوزيع الهدايا وزمزم لهم. ولم يكن المنظر عاديًا على الإطلاق؛ عندما قام الشيخ السديس بجولة ميدانية؛ كون الحجاج من ذوي الاحتياجات تحولقوا حول الشيخ السديس للسلام عليه وسط المسجد الحرام حيث تحدث معهم بعفوية وحميمية بالغة بلغاتهم.
وعبر عددٌ من الحجاج الذين التقوا الشيخ السديس داخل الحرم عن شكرهم وامتنانهم لما تُقدّمه حكومة المملكة من خدمات وتسهيلات لأداء عبادتهم وخدمة الإسلام والمسلمين.
وتفقد الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، العربات المخصصة للسعي في المسجد الحرام مطالبًا بزيادة أعداد العربات، لخدمة ضيوف الرحمن واستيعاب أكبر قدر منهم لتأدية مناسكهم بكل يسر وسهولة ووسط منظومة كاملة في خدمات العربات الكهربائية وبذل المزيد من الجهود المتكاملة لخدمة كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة ..
وأكد الشيخ عبدالرحمن السديس أنْسَنة نشاطات رئاسة الحرمين في موسم الحج؛ ستُسهم ليس فقط في :تعظيم رسالة الحرمين الإنسانية في العالم، فحسب بل ستعكس المبادرة سماحة الدين الإسلامي وتبنّي الحرمين رسالة التسامح والوسطية والاعتدال والاقتراب أكثر لشعوب العالم الإسلامي والمجتمع الدولي كون الأنسنة هي المفتاح لتحقيق الأثر.
من جانب آخر ناقش مساعد الرئيس العام المكلف وكيل شؤون المسجد الحرام الدكتور سعد المحيميد، تنفيذ خطة موسم الحج وعدد من البرامج والخطط لمنظومة خدمات المسجد الحرام، مع قيادات المسجد الحرام مشددًا على أهمية التكاتف والتعاون وتضافر الجهود بين كل الوكالات ومد جسور التعاون مع جميع الجهات المشاركة لتحقيق الهدف الأسمى لنجاح خطة موسم حج هذا العام لتجويد مخرجات الخدمات وتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية التي تضمن بيئة صحية وآمنة بما يحقق تطلعات القيادة الرشيدة رعاها الله.
وفي الوقت ذاته عززت رئاسة الحرمين ثقافة الابتكار والإبداع؛ التزمت بالحوكمة نصًا وروحًا والسعي الجاد لخلق مؤشرات فعّالة لتوفير المعايير وقياس وتحليل أداء المنظومة مما يُسهم في تحقيق الأهداف الإستراتيجية للرئاسة. وضعت وكالة الحوكمة والشؤون القانونية بالرئاسة إطارًا لحوكمتها لتحقيق الانضباط، والتي من خلاله ينعكس إيجابًا على خدمة الحرمين وقاصديهما. وقال مستشار الرئيس العام وكيل الحوكمة والشؤون القانونية الدكتور عبدالوهاب الرسيني لـ(الجزيرة) إن الوكالة بدأت في حوكمة أنسنة الخدمات في الحرمين لضمان مسارها وتحقيقها للمستهدفات.. وتحدث الدكتور الرسيني عن مكونات المبادرة قائلاً إن المكون الأول هو متابعة الخطة التشغيلية لموسم الحج؛ فيما يركز المكون الثاني على متابعة تقديم الخدمات بما يلبي احتياجات الإنسان.
أما المكون الثالث فيركز على متابعة جودة التنسيق بين الجهات العاملة.
وحول مستويات متابعة المبادرة قال الدكتور الرسيني إنه انطلاقًا من مبادئ الشفافية المتبعة وضبطًا لجودة الخدمات المختلفة والمقدمة ضمن نطاق الخطة التشغيلية في المسجد الحرام وتجويدًا لها وضعت الرئاسة مجموعة من المؤشرات الكمية والنوعية لقياس تقدم ونجاح المحاور التنفيذية المختلفة انطلاقًا من أربعة مستويات رئيسة لتلك المؤشرات والتي تعكف عليها وكالات مختصة بمتابعة تقدمها دوريًا على مدار الموسم، وتلك المستويات.
وتابع قائلاً «هناك أربعة مؤشرات؛ وهي المؤشرات الإستراتيجية (متابعة التقديم ومستوى نجاح الخطة التنفيذية نطلاقًا من البعد الإستراتيجي وفق وثيقة رؤية الرئاسة 2024). والمؤشرات التنفيذية (متابعة التقدم ومستوى نجاح الخطة التنفيذية بالاستناد إلى خط الأساس والأداء المتوقع خلال لموسم بالمقارنة مع المدخلات المختلفة من إمكانات وتجهيزات بشرية، إضافة إلى الخبرات التراكمية المنطلقة من المعلومات التاريخية من المواسم السابقة) إلى جانب المؤشرات الوظيفية (متابعة التقدم ومستوى نجاح ومساهمة الأفراد والموظفين في المستويات المختلفة في إنجاح الخطة الموسمية)، ومؤشرات الرضا (متابعة الرضا من خلال انطباعات الحجاج والزائرين بالتقييم المباشر والرصد والملاحظة وتطبيق منهجية الزائر الخفي التي يعيش فيه المقيم تجربة الضيف ويقيم الخدمات من ناحية الجودة وسهولة الوصول والاستخدام وتلبية الاحتياجات والرغبات).
وتحرص الرئاسة على حوكمة مؤشرات القياس وتحسين الأداء في إطار خطة الرئاسة التطويرية 2024 ورؤية المملكة 2030 في حوكمة (ورقمنة) كل القطاعات لضمان سير الأعمال ومدى تأثيرها على جودة المنظومة الخدمية والإدارية بالرئاسة، وموافقتها لخطط ورؤى التطوير الشامل تجاة منظومة خدمات قاصدي الحرمين.
ومع اقتراب ذروة موسم الحج تحولت وكالة الخدمات والشؤون الميدانية في الرئاسة إلى ورشة عمل وخلية كونها الذراع التنفيذية لخدمة ضيوف الرحمن في المسجد الحرام المتوقع اكتمال وصولهم الجمعة القادم إلى مكة المكرمة.
وأكد وكيل الرئيس العام للشؤون التنفيذية محمد الجابري للجزيرة أن الرئاسة أنسنة جميع خدماتها وتحقيق التميز والجودة في تنفيذ خدمات التعقيم والتطهير والتطييب وسقيا ماء زمزم عبر الإمكانات البشرية والآلية.
وحول استعدادات الرئاسة لاستقبال مليون حاج خلال موسم الحج قال الجابري إن استعدادات دخلت حيز التنفيذ الميداني لخدمة ضيوف الرحمن، مؤكدًا أن الوكالة ستقوم بالتوزيع لما يزيد على 48000 علبة ماء زمزم و380.000 لتر يوميًا عبر أكثر من 1000 عامل يوجدون لتقديم خدمات السقيا بجانب 8000 حافظة و256 حقيبة متنقلة لتوزيع عبوات زمزم كذلك 80 عربة ذكية سعة 80 لترًا كما يقوم منسوبو مختبر زمزم بجولات يومية لفحص مواقع توزيع ماء زمزم بما يزيد على 20 عينة يوميًا.
وتابع الجابري قائلاً: «سيشرف 200 موظف سعودي على أعمال غسل المسجد الحرام من خلال 4000 عامل تتمثل أعمالهم لغسل المسجد الحرام وساحاته 10 مرات يوميًا بـ 130 ألف لتر من المطهرات الصديقة للبيئة و2500 لتر من المعطرات كما حرصت الوكالة على تشغيل 500 معدة وآلة وتشغيل 100 فواحة معطرة داخل توسعة الملك فهد بأدواره والمسعى بأدواره توزيع 3000 حاوية نفايات كبيرة وصغيرة داخل وخارج المسجد الحرام حرصًا على تحقيق أعلى المعايير الصحية في المسجد الحرام خلال موسم الحج.
وجهزت الوكالة (5000) عربة عادية و(3000) عربة كهربائية كما تُدار عمليات تشغيلها عبر خطط منهجية تتضمن ربطها عبر تطبيق «تنقل» والإشراف على تنظيم مهام دافعي العربات وتخصيص 7 مواقع في المسجد الحرام للراغبين من الاستفادة من خدماتها.
وأعدت الوكالة خطة متكاملة لتحقيق أعلى المعايير الصحية والوقائية بالمسجد الحرام حيث تتم عمليات التعقيم على مدار الساعة باستخدام أكثر من (40000 لتر) من المعقمات لتعقيم كل جنبات البيت العتيق كما تم تجهيز أكثر من (70) فرقة ميدانية تعمل على مدار 24 ساعة، مستخدمين أجهزة تعقيم حديثة كجهاز (البايوكير) الذي يعمل على تعقيم الأجواء والأسطح بالبخار الجاف وربوتات التعقيم بالضباب وغيرها من التقنيات والمواد تم اختيارها بعناية فائقة وخصوصًا لسلامة قاصدي المسجد الحرام.
وقال الجابري إن الوكالة خصصت عددًا من المراقبين في جميع الورديات وعلى مدار (24) ساعة تتمثل مهامهم الأساسية في متابعة وتسهيل عمليات الدخول والخروج من (54) بابًا من أبواب المسجد الحرام يتم فتحها حسب الحاجة وتنفيذ التعليمات الخاصة بالأبواب ومنها عدم دخول الأمتعة والأطعمة والآلات الحادة وخلافه، والتنسيق مع جمعية الهلال الأحمر السعودي من يتعرض إلى وعكة صحية وغيرها من الجهات المشاركة في خدمة ضيوف الرحمن.
وحققت مبادرة أنسنة خدمات المنظومة؛ أثرًا كبيرًا ليس فقط في الداخل السعودي؛ فحسب؛ بل في المحيط الإعلامي الخليجي والعربي والإسلامي من خلال تسليط الضوء على أنسنة خدمات المنظومة وهو مفهوم نوعي أسهم في إبراز رسالة الحرمين الإنسانية في العالم.
وثمّن وكلاء الرئيس العام اختيار رئاسة الحرمين مفهوم «الأنسنة» كشعار وإطلاق مبادرة «إنسانيون» ميدانيًا والتي عظمت رسالة الحرمين أسهم بشكل فعّال بإبرازها بتناولاتها الإنسانية..
وأكد وكيل الرئيس للشؤون الفكرية الدكتور ناصر الزهراني لـ(الجزيرة) استمرار التسليط المكثف على مشروع أنسنة منظومة الحرمين، مؤكدًا أن الرئاسة لن تكتفي بأنسنة خدمات منظومة الحج؛ بل ستردف ذلك بتنظيم عدة ورش عمل منوعة تركز على مفهوم الأنسنة التركيز على مبادرة إنسانيون لإضفاء الطابع الإنساني على كل مناشط ومبادرات الرئاسة؛ وتعظيم الصورة الذهنية الإنسانية للحرمين في موسم الحج كحدث إسلامي عالمي سنوي.
وقال الزهراني إن مبادرة إنسانيون تهدف إلى إضفاء الطابع الإنساني على كل مناشط ومبادرات الرئاسة ووكالة المسجد النبوي في موسم الحج، مشددًا على أهمية أنسنة خدمات الحرمين الشريفين وإيصال رسالتهما السامية إلى بقاع الأرض.
من جهة أخرى قالت مساعدة الرئيس للشؤون النسائية في وكالة المسجد النبوي الدكتورة فاطمة التويجري لـ(الجزيرة) إن الوكالة النسائية بصدد الإعداد لمبادرة تحت شعار «إنسانيات» لتعظيم خدمة القاصدات للمسجد النبوي وإضفاء الجانب الإنساني على مبادرة خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا فضلاً عن تعضيد شعار إبراز مفهوم الجودة والريادة في حسن الهداية والرفادة وكرم الوفادة بقصص نجاح مؤنسنة.
فيما أكد وكيل الرئيس للشؤون التوجيهية الشيخ بدر الفريح لـ(الجزيرة) ضرورة تعظيم اللغة المؤنْسنة للمبادرة بجودة إبداعي لتكريس ثقافة التعارف والتقارب والتوحد بين الشعوب باختلاف أعراقهم وألوانهم فضلاً عن إضفاء الجانب الإنساني على مبادرة خدمة الحاج والزائر وسام فخر لنا بتعضيد شعار إبراز مفهوم الجودة والريادة في حسن الهداية والرفادة وكرم الوفادة بقصص نجاح مؤنسنة.
ومع اقتراب ذروة موسم الحج، رفعت رئاسة الحرمين حالة الاستعدادات، لمرحلة التأهب والجاهزية القصوى لاستقبال القاصدين والمعتمرين والزوار، ولتسخير الخدمات وتهيئة الأجواء للمعتمرين وضبط الأداء والحوكمة.
من جهة أخرى تسعى وكالة الخدمات الاجتماعية والتطوعية لتقديم كل الخدمات في العديد من المجالات الاجتماعية والتطوعية والإنسانية في خدمة ضيوف الرحمن، ضمن الخطة التشغيلية لموسم الحج.
وأعلن سعادة وكيل الرئيس العام للخدمات الاجتماعية والتطوعية المهندس أمجد الحازمي لـ(الجزيرة) أن الوكالة بدأت في تنفيذ خطط وبرامج نوعية اجتماعية وتطوعية، وضعت 10 مجالات تطوعية مختلفة تُعنى بخدمة ضيوف الرحمن، مشيرًا إلى أن الوكالة تعمل لتمكين ضيوف الرحمن من تأدية مناسكهم بكل يسر، وتوفير الأجواء التعبدية الآمنة والصحية لقاصدي الحرمين وإثراء تجربتهم وتهيئة المواقع المخصصة لفئة (ذوي الإعاقة)، وتوفير خدمة العربات المجانية لكبار السن ومساندة الإدارات المعنية بالمسجد الحرام بكوادر تطوعية مؤهلة وتوزيع الرموز الإرشادية وأساور معصم اليد وتقديم خدمة الضيافة لحجاج بيت الله وتقديم الهدايا وإظهار الحفاوة وحسن الاستقبال والتأكد لجاهزية جميع الخدمات.