حمّاد بن حامد السالمي
* أشعر أنه من حق كل إنسان على وجه البسيطة اليوم أن يسأل: ماذا يُراد بنا..؟
* ماذا يجري من حولنا.. بل حتى من بيننا؛ فيعكر صفو حياتنا، بل ويهدد مصيرنا على الأرض..؟ خاصة بعد أن عشنا ثلاث سنوات عصيبة مع (جائحة كوفيد 19)، ثم ها نحن نواجه بوادر ظهور جائحة أخرى سموها: (جدري القرود)، ثم ما تكشف مؤخرًا عن وجود أكثر من 300 مركز لإنتاج الأسلحة البيولوجية والجرثومية في العديد من دول العالم المغلوب على أمرها في أوروبا وآسيا وإفريقيا وأميركا الجنوبية. مراكز تجريب تنشر الفيروسات والجراثيم بواسطة الطيور والحيوانات، لا هدف لها على ما يبدو إلا هزيمة الخصوم بنشر الأمراض القاتلة بلا ثمن، وتحقيق مكاسب مادية ببيع الأدوية وخلافها، وإذا أضيف إليها مراكز إنتاج الأسلحة الذرية والنووية؛ فالمصيبة أكبر وأعظم.. مرة أخرى.. ماذا يُراد لنا وبنا في هذا الكون..؟
* بعد كل الذي تقدم ذكره؛ وما تسببت في كشفه الحرب في أوكرانيا مؤخرًا، وتراجع جائحة كورونا؛ ثم ظهور جدري القردة؛ يأتي واحد من أغنى أغنياء العالم؛ ممن أثرى بسبب كورونا هو وغيره من الدول التي تنشئ مراكز الأسلحة البيولوجية بعيدًا عن أراضيها.. يأتي هذا الملياردير (بيل غيتس).. وهو رجل أعمال ومبرمج أميركي من سياتل، ومؤسس شركة مايكروسوفت، أكبر شركة برمجيات حواسيب شخصية في العالم.. يأتي منذرًا ومحذرًا بلغة مليارية ليقول: الوباء القادم؛ قد يقضي على البشرية، وأطلب جيشًا مكونًا من ثلاثة آلاف خبير وبائي؛ بميزانية مليارية لإنقاذ العالم..! أي وباء قادم يا بيل غيتس..؟ هل هناك جائحة ثالثة بعد كوفيد 19 وجدري القرود تراها أنت ولا يراها أحد غيرك..؟ أي وباء وأي جائحة يبشر بها بيل غيتس يا ترى؛ غير فناء العالم مقابل مليارات الدولارات التي يحلم بها هو ومن على شاكلته من داعمي مراكز الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا، وفي عشرات الدول الأخرى في القارات الخمس.
* الحقيقة.. أن نظرية فناء العالم- أو إفنائه على وجه أصح- بفعل فاعل.. هذه النظرية؛ وهذا الهاجس المرعب؛ لم يكن خيالًا في يوم من الأيام، ولكنه علم يناقش ويبحث على أعلى المستويات العلمية منذ أربعة عقود. ففي شهر ديسمبر من العام 1983م؛ نشر فريق من العلماء الأميركيين في صحيفة (سنيس)؛ تقريرًا عن الآثار المترتبة على حرب ذرية بالنسبة للجو. هؤلاء العلماء؛ لم يتعرضوا للآثار الأخرى المتخلفة عن الحرب الذرية، بل ركَّزوا البحث على آثارها في الجو. قال العلماء في تقريرهم: هذه الحرب سوف تخلف شتاءً قاتلًا، يقضي على كل ما تبقى على وجه الأرض من أحياء، سواء أكانوا من الآدميين أو الحيوانات أو النباتات. ثم قالوا: إن الآثار التي سوف تتخلف من حرب ذرية؛ حتى ولو كانت محدودة؛ أي ليست حربًا شاملة طويلة بالنسبة للجو؛ ستكون أفدح وأشد ضررًا من القتل والتخريب الذي ستتسبب فيه هذه الحرب. أضافوا: إن الأبحاث الدقيقة قد دلت؛ على أن العواصف الحارقة التي تسببها الأسلحة الذرية؛ ستؤدي إلى حرق المدن، وهذه الحرائق؛ ستؤدي بدورها إلى ارتفاع ملايين الأطنان من الأتربة والدخان الكثيف إلى عنان السماء. هذه الملايين من أطنان الأتربة والدخان الكثيف؛ ستؤدي إلى تغطية الكرة الأرضية بستار سميك، يحجب أشعة الشمس حجبًا كاملًا من الوصول إلى الأرض، وسيستمر ذلك عدة أسابيع، مما ينتج عنه تجميد الأرض، وسيطرة الصقيع على قشرتها، وعلى كل ما عليها. البحار ستتجمد، وكذلك البحيرات، ولن تفيد التدفئة في حماية الإنسان أو الحيوان، وسينتهي الحال إلى القضاء الكامل على الحياة على سطح الأرض. هذا ما قال به العلماء في نهاية سنة 1983م، وهم يُسخِّرون في أبحاثهم كافة وسائل المخترعات العلمية، مثل الكومبيوتر وغيره.. هذا التقرير؛ أثار الرعب، إذ مَنْ لم يمت أثناء الحرب الذرية؛ لن ينجو من الموت من هذا الصقيع القاتل، الذي سيتسبب في القضاء على الحياة. بل على البشرية جمعاء. وصدق شاعر العربية (أبو نصر عبدالعزيز بن عمر بن نباتة السعدي) قبل أكثر من ألف عام. قال:
من لم يمت بالسيف مات بغيره
تعددت الأسباب والموت واحد
فصبرًا على رِيَب الزمان فإنما
لكم خُلقت أهواله والشدائد
* أعرف أني أعرض هنا لافتراضات في منتهى الشؤم والرعب، ومع أنها ما زالت افتراضات من وجهة نظرنا كمراقبين، فإن صحتها ليست بالمستحيلة، ذلك أن كثيرًا من اليقينيات التي نعيشها اليوم، بدأت على شكل افتراضات لا أكثر. نسأل الله اللطف والحماية، وأن ينصرنا على أعدائنا.. أعداء الحياة.. من ظهر منهم ومن بطن.