هيئة التحرير بالثقافية:
لم يكن حضور الأديب حمد بن عبدالله القاضي، على الصعيدين: الثقافي والإعلامي حضورًا عاديًا، فإلى جانب إنجازاته على المستوى الإعلامي عبر رئاسته لتحرير المجلة العربية، وعبر سعيه الحثيث لنشر الوعي الفكري عبر زاويته التي استمرت لعقود في صحيفة الجزيرة، يصافح بها المجتمع، ويشاركه همومه وقضاياه، فباتت شخصية القاضي قريبة من كل ما يهم المجتمع بكل أطيافه، هذه الصفات لم تغب عن محبي الأستاذ: حمد القاضي، حيث سطروا بمداد الحب، جوانب مهمة من شخصية القاضي، لتصبح هذه الكتابات أقرب إلى الدراسات العميقة التي تكشف جوانب أخرى في شخصية هذا الأديب المثقف، فكانت بادرة إيجابية من أدبي جدة الذي يرأس مجلس إدارته أ.د.عبدالله بن عويقل السلمي، الذي تبنى كتابًا بمناسبة اختيار القاضي الشخصية الثقافية المكرمة في الملتقى الذي رعاه سمو أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، وكان عنوان هذا الإصدار: «سفير الأدباء حمد القاضي.. السيرة والمسيرة».
ويقع هذا الكتاب في 93 صفحة من القطع المتوسط، ويضم 28 موضوعًا، هي مقالات عن المحتفى به، يقول أ.د.عبدالله بن عويقل السلمي، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز، ورئيس مجلس إدارة النادي الأدبي بجدة، في كلمة توج بها الإصدار: «الكلمة الصادقة المهيمنة تقدم من فكر الكاتب، وتشرب من خياله، وتؤثر إسلاميه تلك هي بصمة ( القاضي) الذي كان مارحه لماما الفرس الحداثة الجامع، وكانت كلمته ضياء يستضيء بها ماير الكهوف وتضاريس التراث لأن القاضي كما قال عنه غازي القصيبي - لا يلمس قلمًا في مداد، ويكتب على الورقة، بل يلمس وردة في مسيرة العي... فهو يكتب على شغاف القلوب متأتي كلماته رقيقة وناعمة.... وقبلها الجميع ويرتضيها المثقفون، ويصفي لها المتجادبون.
قال ( القاضي) يعمل بلا كلل إعلامًا وثقافة وإدارة لا يكاد يمر بمنطقة - ولو كانت مهملة - إلا ويحيلها نامية زاكية... تهين الروض الهامة لتعود إليه نضارته وطهارته لأن حمد القاضي - وهذه الشهادة حق - كتاب أدبي ظاهرًا وباطنًا، أبوابه: سمو الخلق، وجمال الكلمة، وفصوله؛ تناسق الفكر... وصفحاته، التواضع وحب الناس...
عرفت (حمد القاضي) - في مراحل طلبي الأول - قارئًا ومتابعًا لما يطرح، ثم اقتربت منه حين شاركته بعض الندوات، حتى حطت بي عصا الترحال رئيسًا لي في إحدى لجان العمل الثقافي فألفيته لا يتكلم إلا بلسان المحب النبيل، مصفيًّا للجميع متخليًّا عن رئاسته، ومتناسيًّا أنه (القاضي) الذي تنفذ أحكامه.. كان يسامرنا إذا غشينا التعب بعذب حديثه، ورقيق كلماته، وجمال أسلوبه.. من يجالسه لا يمله؛ جراب ذاكرته ممتلئ بالأخبار والطرف، ولغته تعتلي بالأشعار واللغة... وحين اعتزم النادي إقامة هذا الملتقى (18) لم يجد أمامه من يستحق أن يكون الشخصية المكرمة إلا حمد القاضي؛ لأن المحور الأساس للملتقى ( الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في الصحف والمجلات السعودية) ينهل من غراس حمد القاضي، فهو الشخصية التي غشيت كل تضاريس الثقافة والإعلام، وجاست خلالها، وهو في كل ذلك رجل بأمة متواضع النفس، واسع الصدر، ندي الراحة، ذرب اللسان، هادئ الطبع، وامتزاج هذه الشمائل شكل منه هذا الرمز الذي يحتفل النفس وال به النادي، ويكرمه، إدراكًا لمكانته، وإيمانًا بمنزلته، وإقرارًا برمزيته، وتسليمًا بحضوره المؤثر في تاريخنا الثقافي والإعلامي.
لا نملك - نحن في نادي جدة الأدبي – إلا أن نشكره على قبول دعوتنا، ونشكر كل من كتب عنه أو شارك في تكريمه مؤكدين - له ولهم - أن النادي بكل رؤسائه ومنسوبيه ومبدعيه كان وسيظل - يستحضر الرموز ليقدمهم للأجيال نماذج وشهد له تحتذى، يقتدون بهم ويتعلقون بسيرتهم كعلق الثمار بخواصر الأغصان لشجرة غرسها هؤلاء الأعلام أصلها ثابت وفرعها في السماء بأدبهم الراقي وهمتهم العالية، وأخلاقهم السامية. وأخيراً نعتذر عما يعتري هذا العمل من تقصير، فما هو إلا تعبير يسير لرموزنا الأدبية».
أما أ.د.عبدالرحمن بن رجاء الله السلمي، أستاذ الأدب والنقد بجامعة الملك عبدالعزيز، والمسؤول الإداري بأدبي جدة، ورئيس اللجنة العلمية لملتقى قراءة النص، فيقول في كلمة صدر بها الكتاب: «مدرسة في أخلاقه وعلم في حضوره وعطائه، يكاد يجمع الأدباء على تميزه واعتداله وتوهجه.
رجل سهل التعامل خفيف الروح، دمث الأخلاق بلغ من أدب النفس وأدب الدرس ما جعله شامة بين جميع الأوساط الأدبية والثقافية والاجتماعية والرسمية. نسيج وحده في التزامه الأدبي والأخلاقي يزرع المحبة في كل مكان يغشاه. إذا كتب أقنع وإذا تحدث أمتع وإذا شارك أفاد.
له رأي ومشورة وسيرة عطرة حسنة تسبق حضوره دائماً. تحدثت مع زملائي في اللجنة العلمية عن رأيهم في الشخصية المكرمة التي تليق بعنوان ملتقانا هذا العام: الحضور الثقافي والأدبي والنقدي في المجلات والصحف السعودية فقالوا بصوت واحد: حمد القاضي.
نعم حمد القاضي صديق الجميع صاحب السجل الحافل بالإنجازات والعطاء المتجدد والكلمة العذبة والروح الجميلة التي كسبت الجميع ووسعتهم حبًّا ووفاءً... فإليك أبا بدر هذا الجهد المقل من محبيك في نادي جدة الأدبي وفي المشهد الثقافي والأدبي السعودي عنوان وفاء وعربون محبة فأنت من زرع هذه المساحات الخضراء في قلوبنا فأورثت هذا الحب وأنبتّ هذه المكانة.
وإنه من دواعي سرور نادي الأدبي والثقافي أن يشهد هذا الملتقى لحظة إطلاق لقب سفير الأدباء على أستاذنا المحتفى به فهو جدير بهذا اللقب حري به لما اتسم به من الفضائل الأدبية والقيم الخلقية... دمت أبا بدر رمزًا للعطاء وسفيرًا للأدب والأدباء».
والأستاذ: حمد القاضي خليق بهذا الإصدار، فقد أسهم في ميدان الكتابة الثقافية والاجتماعية والإنسانية بالصحف والمجلات، وإلقاء العديد من المحاضرات في الشؤون الاجتماعية والثقافية والوطنية، له نشاط ثقافي وإعلامي عبر وسائل الإعلام المرئي والمقروء، عضو الجمعية السعودية العلمية للغة العربية، عضو لجنة المشورة بالمهرجان الوطني للتراث والثقافة لعدة دورات، شارك بالحوار الوطني الخامس الذي صاغ «الرؤية الوطنية للتعامل مع الآخر».
وله نتاج فكري وثقافي ثري فصدر له 8 كتب في مجالات ثقافية واجتماعية ووطنية، كتاب: - (القاضي) «الشيخ حسن آل الشيخ الإنسان الذي لم يرحل»، وكتاب: «أشرعة للوطن والثقافة»، وكتاب: «رؤية حول تصحيح صورة بلادنا وإسلامنا» الذي ترجم - فارس - إلى اللغة الإنجليزية، وكتاب: «غاب تحت الثرى أحباء قلبي» في أربع طبعات، وكتاب: «الثقافة الورقية في زمن الإعلام الرقمي»، وكتاب: «قراءة في جوانب - ابني القائد الراحل د.غازي القصيبي الإنسانية» أربع طبعات، وكتاب: «د.عبدالعزيز الخويطر: وسم على أديم النزاهة والوطن». طبعتان، وكتاب: «مرافئ على ضفاف الكلمة». طبعتان.. دخل هذه الكتب لجمعيات خيرية ومؤسسات ثقافية.
وصدر عنه كتابان: «حمد القاضي فارس الثقافة والأخلاق» - عن ملتقى الوراق بالرياض للباحث أ. يوسف العتيق.
وتوج هذا الإصدار الذي صدرت منه طبعتان بعنوان ملفت، وهو وصف الأستاذ: حمد بن عبدالله القاضي «بسفير الأدباء»، وهذا الكتاب هو الإصدار رقم: «263»، من سلسة الإصدارات التي يصدرها أدبي جدة والتي تعنى بالأدب والثقافة.